في خضمّ أجواء الدّخول المدرسي المتّسم بالفوضى والضّبابية، أعلن أساتذة وأطر تربوية إصابتهم بفيروس "كورونا" في وقت كانوا يستعدّون للعودة إلى حجراتِ الدّراسة، قبل أن يتسلّلَ الفيروس التّاجي إلى أجسادهم ويجبرهم على ملازمةِ بيوتهم وتأجيل عودتهم إلى التّدريس. ووفقاً لمصادر مهنية كشفت التّحاليل المخبرية التي أجرتها بعض المؤسسات التعليمية بمديرية بوجدور لأطرها التربوية والإدارية إصابة مدير إعدادية وأستاذا لمادة التربية البدنية وأستاذة للإنجليزية بالفيروس، مبرزة أنّ "التحاليل كشفت أيضاً حمل 5 أساتذة لكوفيد-19 بكلميم". وأوضحت المصادر ذاتها أنّ "هذه الحصيلة تبقى مؤقتة، إذ مازالت نتيجة الكشف على مجموعة أخرى لم تظهر بعد"، مشيرة إلى أنّ "هؤلاء الأساتذة المصابين بالفيروس قدموا من بعض المدن الموبوءة، كالدار البيضاء وفاس وبرشيد، وقاموا بنقل الفيروس إلى بعض مدن الجنوب". وفي مراكش، أصيب إطار إداري يعمل حارس عام للثانوية الإعدادية الكندي بفيروس كورونا المستجد؛ كما تشير مصادر محلية إلى "سقوط أستاذ مغشيا عليه بمدرسة العزوزية الابتدائية، بعد حضوره سلسلة من الاجتماعات الإعدادية لتدبير الموسم الدراسي". وفي هذا الصّدد، أوضح الفاعل التربوي عبد الوهاب السحيمي أنّ "السلطات المحلية، وبتنسيق مع السلطات الصحية ووزارة التربية الوطنية عبر مديرياتها الإقليمية، قررت إخضاع هؤلاء الأستاذة لكشف كوفيد-19، فجاءت النتائج إيجابية لأستاذين ومدير ببوجدور وخمسة أساتذة في كلميم". وأشار الأستاذ والفاعل النّقابي إلى أنّ "هذه النتائج الإيجابية ستزيد من تعقيد عملية الدخول المدرسي، فوزارة التربية الوطنية قرّرت تدبير العملية بارتجالية كبيرة بتنزيل قرارات فوقية متسرعة دون إشراك أي جهة من المتدخلين والشركاء الاجتماعيين". وشدّد الأستاذ ذاته على أنّ "وزارة التربية الوطنية في ورطة حقيقية بعد تسجيل حالات في صفوف الأساتذة، وبعد إعلان حصيلة إصابات يومية قياسية". وأوضح الفاعل التّربوي أنّ "الكلّ أجمع على عشوائية القرارات المتّخذة من طرف وزارة التربية الوطنية لتدبير الدّخول المدرسي، وعوضَ أن يتمّ التفاعل مع كل النداءات لتصحيح الوضع والعودة للمقاربة التشاركية، تم الاستمرار في التّعنت والتّنطع، واليوم بكل تأكيد سنحصد نتائج هذه الأخطاء الكارثية"، وفق تعبيره.