شيء جميل أن يتمتع الانسان بمناظر شوارع مدينته خصوصا ليلا ولكن ليس بجميل أن تنصب اعمدة الكهرباء تحمل علامات وشعارات لها دلالة اجنبية . فما اثار انتباه المواطنين هو ذلك الرقم 1832 والتاج فوقه يعلوه الصليب. ترى هل تعود تلك الاعمدة الجديدة القديمة الى ذلك التاريخ وهو تاريخ الثورة الفرنسية خصوصا أن شكل الانارة يعود في وصفها الى قصص التي رواها "فيكتور هوجو" في رواياته عن تلك فترة . كما أن شكل المصباح بصفة عامة سواء المنصوب في الشوارع الحديثة او في الاحياء العتيقة بما فيها المنصوبة تحت الاصباط موجودة على شكل تاج الملك لويس فيليب الملقب ب "الملك البرجوازية"الذي حكم فرنسا في تلك الفترة اضافة أن عصره تميز بازدهار الصناعي واستمل مثل هذه الاعمدة حسب ما رواه القصاصون في الافلام عن تلك الفترة . في حين يبقى التساؤل هل قدمت تلك الاعمدة هدية من الفرنسيين الى المسؤولين بتطوان أم أن صفقة فرضت عليهم حاملة لهذه الدلالات. وكيف تم ذلك ؟ والغريب ما في الامر أنه يوجد في المدينة أشخاص متخصيصن في صناعة الاعمدة ولديهم باع طويل في الميدان والتجربة فلماذا لم تقدم اليه الصفقة ويستفيد ابناء المدينة من مشاريعها. ومن جهة اخرى فاذا كان من الضروري وضع تاريخ له دلالة على الاعمدة فان للمغرب عدة شهادات عبر العصور من الزلاقة الى واد المخازن ثم ثورة الملك والشعب الى ذكرى المسيرة الخضراء وغير ذلك . فعار على المسؤولين باهانتهم بالمواطنين فكان على الاقل مسح الصليب خصوصا أننا في دولة يرعاها امير المؤمنين . وفي سياق ذات صلة علمت الجريدة أن مصدر موثوق أن من جملة ما تم شرطه من قبل هذه الصفقة هو الاعتماد على الصناعة واليد المحلية من اجل تنميتها.ومن جملة ما قرر في الاجتماعات والدوريات التي اختير لها لجنة من مختلف الشرائح بالمدينة إسناد صناعة الفوانيس الى الصناع بمدرسة الصنائع بباب العقلة .ولكن خلال 24 ساعة وبدون علم اللجنة تحولت الصفقة بسرعة البرق إلى إحدى الشركات بالدار البيضاء وأضحت كل الاتقاقيات في مهب الريح بل أكثر من هذا ظل القرار ملزما ومفروضا على المدينة وبثمن مضاعف جدا عما كان متفق عليه بالمدرسة ويبقى السؤال في هذا الموضوع من المسؤول عن إبرام الصفقات المشبوهة بتطوان ؟؟ نورالدين الجعباق