تشهد العاصمة العلمية للمملكة المغربية، انتشار واسع وكبير لصناعة التقليدية الأصيلة والتي تعد المهنة الرئيسية والمؤرخة لتاريخ الإقتصاد الإجتماعي والعام للمدينة، وتبرز هذه الصناعة خصوصا في أحياء وأزقة المدينة القديمة التي تعرف تنوعا جميلا في الصناعة التقليدية المغربية، نذكر أهمها صناعة البلغة التقليدية الأصيلة وصناعة الجلد والدرازة والخياطة التقليدية ومعادن... ورغم هذا الانتشار المهم والبارز لهذا الموروث الثقافي التقليدي الذي ورثه سكان المدينة من الأجداد والأسلاف، فهذه الصناعة التقليدية التي تزخرف أحياء المدينة العتيقة أصبحت تعاني مجموعة من المشاكل خصوصا على مستوى الإقبال والتسويق الخارجي. ولكن المشكلة الكبرى التي تعاني منها الصناعة التقليدية هي الاحتكار الواسع للمنتجات الصينية وغزوها لسوق الاقتصادية المغربية، حيث أصبحت هذه الأخيرة ظاهرة خطيرة تهدد استقرار الصناعة التقليدية وتنافسها، كما أصبحت تحتل المنتجات الصينية مكانة رائدة على مستوى الانتشار والاستهلاك، خصوصا بدول العالم الثالث التي تحظى بعناية كبيرة ودراسة قوية من طرف الإقتصاد الصيني الذي يهدف إلى ترويج منتجاته الرخيصة والضعيفة من حيث الجودة والتميز إلى دول العالم الثالث التي تشهد نسبة مهمة من السكان الذين يعانون ضعف القدرة الشرائية، كما يعمل هذا الاقتصاد على تقليد الصناعة التقليدية الموجودة بهذه الدول مثل المغرب الذي أصبح يعاني من غزو المنتجات الصينية المقلدة والمنسوخة طبق الأصل لصناعة التقليدية المغربية. وفي استطلاعنا لرأي الصناع التقليدين حاورنا عبد الحميد الشداني وهو أحد الصناع التقليدين في مجال صناعة البلغة التقليدية بمدينة فاس، وأكد لنا أن " صناعة البلغة التقليدية أصبحت من بين المنتجات المغربية التي أصبحت تعاني في الأونة الأخيرة ضعف الاستهلاك والاقبال في سوق الصناعة التقليدية بالمدينة القديمة بسبب احتكار المنتجات الصينية وإقبال المستهلك عليها بفضل أثمنتها الرخيصة والتي تناسب القدرته الشرائية. وهذا ما يجعل مستوى الإقبال على الصناعة التقليدية ضعيف جدا ويخرق هذا المشكل أزمة كبيرة تتجلى في قوة العرض وضعف الطلب، ويخرق هذا أيضا أزمات إجتماعية وإقتصادية تلحق الضرر بالصناع التقليدين أساسا." وتعد وزارة الصناعة التقليدية الجهاز السياسي الأول والراعي الرسمي لهذه الصناعة، ولكن رغم كل المجهودات التي تقوم بها هذا الجهاز فالصناعة التقليدية لازالت تعاني مجموعة من المشاكل التي قد تهدد مستقبلها الراهن بالأصالة المغربية بسبب خطر المنتجات الصينية المفبركة والضعيف في المردودية والجودة عكس ما تعرفه صناعتنا التقليدية من جودة عالية تتجلى في استخدام مواد طبيعية أصيلية وحنكة في الصناعة والانتاج طبقا لصناعة المغربية التي تركها أسلافنا وأجدادنا إلى عصرنا الحالي. وبالتالي يجب على الجهات والأجهزة المسؤولة عن هذا القطاع بتسوية وضعية الصانع التقليدي والصناعة التقليدية وخلق سوق مغربية مشجعة للإنتاج والاستهلاك لهذا الموروث الثقافي الأصيل، الذي يعرف بالصناعة المغربية ويجعلها قبلة السياح والمستهلكين داخل المغرب وخارجه.