جمعية الصدقة ليست جمعية بالمعنى القانوني، وإنما هن مجموعة الصديقات يشتغلن في قطاعات شتى جمعتهن فصول الدراسة، واستمرت صداقتهن إلى الآن. اتفقت هذه المجموعة فيما بينها والتزمت على أن يقتطعن من راتبهن الشهري مقدارا معينا من المال، ثم يجمعن المقتطعات ويعملن باجتهاد على البحث عن الحالات المريضة أو المعوزة، ثم يمدونها بذلك المال. تعرفت على هذه المجموعة مؤخرا حيث قمن بمساعدة إحدى المريضات كما قمن أيضا بتسجيل أحد التلاميذ بمركز التكوين المهني نظرا لعوز الأسرة وارتفاع مصاريف التسجيل بالمركز. إنها مجموعة واحدة، وقد تكون هناك مجموعات أخرى غير معروفة، لكن يحركها الوازع الديني والأخلاقي الآمر بالتكافل والسعي في حاجة الناس. وإنها لفكرة ومبادرة تستحق التشجيع خصوصا بين الموظفين في مختلف القطاعات سواء العمومية أو الخاصة. فكرة من شأنها لو انتشرت أن تعيد لهذا المجتمع خيريته المعهودة، وأن تجعله لحمة وجسدا واحدا، مصداقا لقوله عليه السلام: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم..." وقوله أيضا:"مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" . د.يوسف الحزيمري