مدرب "الماط" قال إنه يفضل أن تظهر عيوب الفريق في بداية الموسم وليس في آخره حاوره: عماد المزوار أكد عبد الواحد بن حساين، الملقب ب"الجن" مدرب فريق المغرب التطواني لكرة القدم "الهدف الرئيسي هذا الموسم هو ضمان البقاء في البطولة الوطنية الإحترافية، وتكوين فريق تنافسي قادر على لعب الأدوار الطلائعية في الموسم المقبل"، وأضاف في حوار مطول مع "المساء" قائلا: "هل شاهدت رجلا غرس شجرة، وفي اليوم الموالي جاء ليجني ثمارها؟ أم أن عبد ربه مطلوب منه أن يزرع اليوم ويجني الثمار في اليوم الموالي، ونحن نعمل بكل جدية رغم الفراغ على مستوى بعض المراكز، وهناك تحسن تدريجي وتطور ملحوظ في أداء الفريق". وتابع:"كمدرب للفريق، أقول أن (العين بصيرة واليد قصيرة)، ويجب تظافر الجهود والصبر على هؤلاء اللاعبين، لأنه هو السبيل الوحيد لبناء فريق للمستقبل بأقل تكلفة ممكنة"، وزاد قائلا: "أظن خلال هذا الموسم لن يكون الوضع أسوء من الموسم الفارط، واليوم نحن مطالبين بالسير في نفس الإتجاه لبلوغ الهدف، بالتحدي والصبر والإخاء وبالتضحيات ونكران للذات، حتى نقود سفينة المغرب التطواني إلى بر الأمان".. * بماذا تفسر البداية المتعثرة لفريق "الماط" في بطولة هذا الموسم، بحصده لنقطة واحدة من تعادل وهزيمتين؟ أولا، أعتقد أن بداية فريق المغرب التطواني في بطولة هذا الموسم لم تكن متعثرة، لأنه إذا رجعنا قليلا إلى الوراء، سنجد أن فريق "الماط" حصد خلال الموسم الماضي 6 نقاط فقط طيلة مرحلة الذهاب، وأيضا مع المدرب الإسباني السابق للفريق سيرخيو لوبيرا حصد معه الفريق خلال الموسم الرياضي (20152016)، إلى حدود الجولة السادسة نقطتين، بالإضافة إلى ذلك فريق المغرب التطواني لم يقم بانتدابات وازنة خلال سوق الإنتقالات الصيفية، كسائر الفرق التقليدية الوطنية دون ذكر أسمائها وهي اليوم لديها نقطتين أو3 أو4 نقاط، وبالنسبة إلينا لعبنا لحد الساعة 3 مباريات ولدينا مباراة ناقصة بميداننا، وحصدنا نقطة واحدة بلاعبين شبان تنقصهم التجربة، وإذا فزنا في مباراتنا المؤجلة ضد نهضة بركان، سنتساوى في التنقيط مع الفرق التي قامت بانتدابات وازنة في "الميركاتو" الصيفي، وبالتالي أين هو المشكل؟ أظن أنه من السابق لأوانه الحديث عن بداية متعثرة، والقيام بضغط على لاعبي الفريق الشبان، وسبق أن قلت أنه يجب الإشتغال أكثر والصبر على هذا الفريق، لأنه يظهر جليا أن هناك عمل في العمق، واللاعبين الذين جلبناهم في المستوى بدليل أنهم بصموا على مردود طيب في المباريات الماضية، وصحيح كانت هناك أخطاء لا يمكن أن نتحدث عنها في الوقت الحالي، على مستوى بعض مراكز اللعب بعد مغادرة مجموعة من اللاعبين للفريق. وكمدرب للفريق، أقول أن (العين بصيرة واليد قصيرة)، ويجب تظافر الجهود والصبر على هؤلاء اللاعبين، لأنه هو السبيل الوحيد لبناء فريق للمستقبل بأقل تكلفة ممكنة. * ألا ترى أن توقف البطولة لمدة أسبوعين، يصب في مصلحة فريقكم لترتيب الأوراق وتصحيح الأخطاء تحسبا للمباريات القادمة؟ أعتقد أن توقف البطولة الوطنية لا يصب في مصلحة أي أحد، بحكم أننا في حاجة إلى التنافسية والإستمرارية في خوض المباريات الرسمية، ولعلكم شاهدتم الطريقة التي خسرنا بها في مباراة الجولة الأولى ضد أولمبيك خريبكة، نتيجة أخطاء فردية لا دخل لمدرب الفريق فيها وبالتالي فوق طاقتك لا تلام، إذ عرف الفريق مغادرة مجموعة من اللاعبين في "الميركاتو" الصيفي، ولن أتحدث عن طريقة مغادرتهم لهذا الفريق بقدر ما أحب التركيز على المجموعة الحالية، وأيضا في مباراتنا ضد اتحاد طنجة حرمنا من ضربة جزاء واضحة، وكنا قاب قوسين أو أدنى من الإنتصار في ديربي الشمال، وقدم لاعبونا أداء لا بأس به ضد حامل لقب بطولة الموسم الماضي، بل إننا في مباراتنا ضد الكوكب المراكشي لم نكن سيئين، وكنا سباقين لخلق للعديد من الفرص السانحة للتسجيل، ولم يحالفنا التوفيق لترجمتها إلى أهداف وهي أشياء عادية تقع في أكبر الأندية العالمية، كريال مدريد وإفس برشلونة اللذان لا يقنعان وحققا نتائج سلبية في الآونة الأخيرة، لكن هذا لا يعني نهاية العالم بل يجب الإشتغال أكثر للظهور بمستوى أحسن. وهنا أقول للجمهور التطواني والمحبين والمتتبعين، حصد نتائج سلبية في بداية الموسم أفضل من أن تقع في نهاية البطولة. ** أي مدرب لا يحب التوقف عن لعب المباريات الرسمية. فالإنتظام هو الذي يعطي التنافسية والإيقاع** * في المقابل، هل يمكن أن ينعكس هذا التوقف بشكل سلبي على اللاعبين، على مستوى التنافسية وإيقاع المباريات؟ هو أمر عادي، فأي مدرب لا يحب التوقف عن لعب المباريات الرسمية، خصوصا بالنسبة إلينا حيث نلعب بنفس اللاعبين الذين يتدربون معنا، وبالتالي لا يمكن أن تضيف شيئا. وأظن أن الإنتظام في المباريات الرسمية هو الذي يعطي التنافسية والإيقاع، عكس عندما تلعب مباراة وتتوقف لأسابيع عن المباراة الأخرى. وهنا على سبيل المثال، يخلد اللاعبون لعطلة لمدة شهر مع نهاية كل موسم، وهي نفس المدة التي قضيناها حاليا بدون أي مباراة رسمية، وأنا لا أنتقد ذلك بحكم أن هناك إكراهات كتواريخ الفيفا وأمور أخرى، ونحن نحترم برنامج الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ونشتغل على ضوء ذلك، ولا يعني أننا سننزل أيدينا بل سنحاول الوقوف على مكامن الخلل، وتصحيح الأخطاء للظهور بمستوى جيد. ** يحتاج الفريق الوقت والصبر، وعبد ربه عندما وافق على تدريب الفريق، وجد هذه الإكراهات ولم يأت بها** * ما هو تقييمك للإنتدابات التي قام بها الفريق في "الميركاتو" الصيفي الماضي؟ الإنتدابات التي قام بها الفريق كانت على المقاس، لسد الخصاص على مستوى بعض المراكز، ولم يكن لدينا خيار سوى الإستعانة بلاعبين من مدرسة النادي وجلب آخرين من بطولة الهواة، لأن الإمكانيات المادية للفريق لا تسمح لنا لإنتداب لاعبين أحسن، وأنا هنا لا أنقص من قيمة اللاعبين الحاليين للفريق لأن لديهم مؤهلات تقنية محترمة، بيد أنهم تنقصهم التجربة التي سيكتسبونها مع مرور المباريات. من جانب آخر، لا يجب أن ننسى أننا لم نحافظ على الثوابت الرئيسية للفريق بعد انتقال حارس المرمى محمد اليوسفي إلى الدفاع الجديدي، والظهير الأيسر حمزة الموساوي إلى الجيش الملكي، والمهاجم أنس جبرون إلى الرجاء، بالإضافة إلى مغادرة لاعبين آخرين للفريق سواء معارين أو انتهت عقودهم كالظهير الأيمن عبد الواحد الشخصي ولاعب وسط الميدان نصير الميموني، وهؤلاء اللاعبين عند مجيئي لتدريب الفريق أبانوا عن قيمتهم، لأنهم لم يكونوا يلعبون في السابق، وكنت أمني النفس أن يستمروا مع الفريق خلال هذا الموسم، بيد أن هناك إكراهات كنهاية عقود بعض اللاعبين، وتسريح آخرين لضخ سيولة مالية في خزينة النادي، وهذه سياسة من المكتب المسير للنادي الذي يفضل الإستفادة ماديا من اللاعبين الذين تقترب نهاية عقودهم، بدل أن يغادروا الفريق بدون مقابل مادي. * الفريق يمر من مرحلة انتقالية بعد تغيير جلده بنسبة مئوية كبيرة، مما يتطلب المزيد من الوقت للإشتغال لترسيخ أسلوب اللعب، أليس كذلك؟ بالطبع، أعتقد هناك عاملان محوريان هما الوقت والصبر، وعبد ربه عندما وافق على تدريب الفريق، وجد هذه الإكراهات ولم يأت بها، وأيضا هناك الإستراتيجية التي سطرها المكتب المسير للنادي، وكنت أعرف هذه الإكراهات وقبلت دخول غمار هذا التحدي على غرار الموسم الفارط. وأعتقد لدينا نفس التحدي خلال هذا الموسم، لأن الإمكانيات المادية محدودة للإشتغال وهذه كما قلت استراتيجية المكتب المسير للفريق، ووافقت عليها وأتحمل مسؤوليتي كاملة ونسير في هذا الإتجاه، لأنه ليس لدينا الإمكانيات لإنتداب لاعبين لديهم تجربة وخبرة، فيما هناك أندية قاموا بانتدابات وازنة رصدوا لها ميزانية كبيرة تصل إلى مليارين، ونحن لا نقدر على القيام بهذه الإنتدابات ونسير حسب الإمكانيات المتوفرة وجمهورنا يعلم هاته المسألة، وبالتالي ليس أمامنا خيار آخر سوى تشجيع هؤلاء اللاعبين أحببنا أم كرهنا، وأن يتجند الجميع لبلوغ الهدف المسطر. * في هذا الصدد، ما هي الأهداف المسطرة هذا الموسم؟ الهدف الرئيسي هذا الموسم هو ضمان البقاء في البطولة الوطنية الإحترافية، وتكوين فريق تنافسي قادر على لعب الأدوار الطلائعية في الموسم المقبل. وهنا أقول هل شاهدت رجلا غرس شجرة، وفي اليوم الموالي جاء ليجني ثمارها؟ أم أن عبد ربه مطلوب منه أن يزرع اليوم ويجني الثمار في اليوم الموالي، ونحن نعمل بكل جدية رغم الفراغ على مستوى بعض المراكز، وهناك تحسن تدريجي وتطور ملحوظ في أداء الفريق. * كيف تتعاملون مع الأخطاء الفردية التي ارتكبها حراس مرمى الفريق في المباريات الماضية؟ الحمد لله، جلبنا في "الميركاتو" الصيفي الحارس رضا بوناكة الذي قدم مباراة في المستوى ضد اتحاد طنجة، واستطاع أن يتصدى بنجاح لمجموعة من الفرص السانحة للتسجيل، منقذا مرماه من أهداف محققة. في مباراتنا ضد الكوكب المراكشي ارتكب خطأ واحد منح الهدف الثاني للمنافس، لكن هذا لا ينقص من قيمته لأنه قام بعدة تدخلات ناجحة للحفاظ على عرين الفريق، وهذه الأخطاء تقع لأحسن حراس المرمى في العالم، كمثال على ذلك نهائي كأس عصبة الأبطال الأوروبية خلال الموسم الماضي بين ريال مدريد وليفربول، وهي أمور عادية تقع في كرة القدم من المستوى العالي، ويجب تشجيع هذا الحارس الذي سيقول كلمته لا محالة هذا الموسم، لأنه من الناحية التقنية سيفيدنا مستقبلا. * هل تؤثر الأزمة المالية الخانقة التي يمر منها الفريق، على الجانب الذهني للاعبين؟ بالطبع، هي أمور تؤثر على اللاعبين لأنهم بشر، وأي محب أو غيور على فريق المغرب التطواني عندما يسمع عن الضائقة المادية التي يمر منها الفريق يتأثر، لكن المكتب المسير للنادي يشتغل من جميع الإتجاهات، لإيجاد حلول لهاته الأزمة التي تحتاج أكثر من أي وقت مضى، لوضع اليد في اليد وتظافر الجهود من جميع مكونات الفريق، لأنه في الموسم الماضي استطعنا تحقيق ما يشبه "المعجزة" بالإنعتاق من مخالب النزول إلى القسم الثاني، بعدما كان يظن البعض أن ذلك من سابع المستحيلات، وأظن خلال هذا الموسم لن يكون الوضع أسوء من الموسم الفارط، واليوم نحن مطالبين بالسير في نفس الإتجاه لبلوغ الهدف، بالتحدي والصبر والإخاء وبالتضحيات ونكران للذات، حتى نقود سفينة المغرب التطواني إلى بر الأمان سالمة غانمة إن شاء الله الرحمان الرحيم.