مني فريق المغرب التطواني بهزيمته الثالثة على التوالي ضد فريق الوداد الرياضي، بملعب سانية الرمل بمدينة تطوان برسم الجولة 18 من البطولة الوطنية الإحترافية لكرة القدم، ليستمرالفريق في دوامة نتائجه السلبية التي جعلت أنصار"الروخي بلانكو" ينتفضون في وقفة احتجاجية ضد رئيس الفريق عبد المالك أبرون لدق ناقوس الخطربرفع لافتة كتب عليها:"شرف المدينة أغلى من الخزينة..راجعوا أوراقكم قبل أن تغرق السفينة". لقد قلت في وقت سابق أن فريق "الماط" سيكون رقم صعب هذا الموسم في معادلة التنافس على لقب البطولة الوطنية، باعتماده على لاعبي مدرسة الفريق بالإضافة إلى عناصرالتجربة والخبرة، وما جعلني أؤكد ذلك قيمة اللاعبين الذين يتوفرعليهم الفريق علاوة على احتلاله إلى حدود الجولة 12 الرتبة الخامسة برصيد 20 نقطة، بفارق سبع نقاط عن متصدرالترتيب. فماذا تغيربين الأمس واليوم؟ وهل فريق المغرب التطواني يعيش أزمة حقيقية؟ وما هي أسبابها ومسبباتها؟ أولا، تنبغي الإشارة على أن انتقال اللاعبان فيفيان مابيدي وياسين الصالحي في فترة الإنتقالات الشتوية الماضية ترك فراغا في صفوف الفريق خصوصا إذا أضفنا إلى ذلك غيابات بعض اللاعبين عن المباريات بداعي الإصابة أوالإيقاف، والأدهى أن الفريق لم يقم بسد مكامن الخصاص على مستوى مركزخط الهجوم ولاعب الإرتكازبعد تسريحه لمابيدي والصالحي. وبالمقابل أنعش الفريق خزينته بضخ سيولة مالية بلغت 380 ألف دولارساهمت في "ترقيع" ميزانيته والحد ولونسبيا من تراكم الديون، وهوخيارلمسؤولي "الماط" في ظل نقص الإمكانيات المالية بعد أن أدارالمستشهرون ظهرهم للفريق كأنه يمثل عائلة "آل أبرون" وليس مدينة تطوان. من جانب آخر، يتحمل الإسباني سيرخيولوبيرا مدرب الفريق جزء من المسؤولية في النتائج السلبية التي يحصدها الفريق في الآونة الأخيرة، بخيارته التقنية لبعض اللاعبين التي لم تكن صائبة، وأخطاء أخرى بدائية لعل أبرزها الهدف الذي سجل عليه يوم السبت الماضي من كرة "استراتيجية" يفترض أنه اشتغل عليها في الحصص التدريبية قبل أن يستقبل من خلالها هدف في مرماه طرح العديد من علامات الإستفهام. وبالإضافة إلى ذلك، تشوب محيط الفريق بعض "الحزازات" خصوصا بين المدرب لوبيرا والمهاجم بورزوق أدت إلى استبعاد هذا الأخيرعن ثلاث مباريات متتالية، رغم أن اللاعب يرهق ميزانية الفريق بمنحة توقيع سنوية مرتفعة، وهنا نتساءل: ما هي القيمة المضافة التي يستفيد منها الفريق من وراء استبعاد بورزوق؟ وهناك أيضا العشوائية والإرتجالية في الإنتدابات التي قام بها الفريق، ولا أدل على ذلك تعاقده في فترة الإنتقالات الصيفية مع المهاجم ممادوسيديبي واللاعب عثمان حبوري قبل أن يفسخ معهما شهرين بعد ذلك العقد "بالتراضي"، وأخيرا انتدابه في "الميركاطو" الشتوي المدافع الأوسط زكرياء الإسماعيلي الذي يفتقد إلى الجاهزية البدنية والتنافسية مما جعل المدرب لوبيرا لا يقتنع بمؤهلاته. وأيضا عجزإدارة الفريق عن تجديد عقود الثوابت الرئيسية للفريق الذين ستنتهي عقودهم نهاية الموسم الحالي، كعميد الفريق محمد أبرهون والمهدي خلاطي وياسين لكحل ونصيرالميموني وسلمان ولد الحاج، وهنا دخل هؤلاء اللاعبين في اتصالات مباشرة مع وكلائهم للبحث عن وجهة أخرى وتوقيع عقود مبدئية لضمان مستقبلهم وهوحق مشروع، مما انعكس سلبا على تركيزهم الذهني في المباريات. والخطأ الجسيم الذي وقع فيه مسؤولوفريق المغرب التطواني هو"استثمارهم" الأعمى في لاعبي الأمل بإدماجهم دفعة واحدة في الفريق الأول، لتكرارسيناريوسنة 2011 مع المدرب عزيزالعامري، وجعلوا المدرب لوبيرا القادم من "لاماسيته" دمية في أيديهم يحركونه كما يحلولهم من وراء الستار. إدماج اللاعبين الشباب في الفريق الأول لا يجب أن يطبعه التسرع بقدرما يفترض أن يكون تدريجيا ومعقلنا كما يقع بالأندية الأوروبية بدعوة أولا لاعبي الأمل المتألقين إلى الفريق الأول، والمناداة عليهم في اللائحة الرسمية للمباريات للإستئناس والإندماج مع أجواء ومحيط الفريق، ثم إشراكهم دقائق معدودة في المباريات للتأقلم مع الفريق، مع الحفاظ على الأعمدة الرئيسية للفريق وأصحاب التجربة والخبرة، وإذا ربح الماط لاعبان بالفريق الأول في كل موسم كالمهاجم أنس جبرون أوالمدافع الأوسط سفيان يخلف مثلا كانت ستكون نتيجة مثمرة، عوض حرق لاعبين شباب آخرين كياسرلولانتي ودرجاج وأبورصاص والوردي واللائحة طويلة.