بكل مشاعر الإبتهاج المقرونة بالفخر والإعتزاز خلد اليوم ساكنة مدينة طنجة الذكرى 66 للرحلة الميمونة التي قام بها أب الأمة وبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس إلى ربوع طنجة أيام 9 و 10 أبريل من سنة 1947 . وبالمناسبة احتضنت حدائق المندوبية مراسيم هذا الإحتفال الذي استهله الوفد الرسمي الذي ترأسه الدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بزيارة إلى النصب التذكاري الذي وضع به أكاليل من الزهور ، حيث تليت الفاتحة على روح فقيد العروبة والإسلام جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه . وفي كلمة له بالمناسبة استحضر السيد الكثيري صورا من القيم الوطنية من أمجاد وروائع ما كتبته دماء شهداء المقاومة من صفحات مشرقة ستظل خالدة وشاهدة على مراحل بطولية من تاريخ مغربنا العزيز من أجل الإنعتاق والتحرير، إذ تعد الزيارة المولوية إلى طنجة حدثا بالغ الأهمية الذي أتي في ظرفية عصيبة ، دشن منعطفا حاسما لنهج سياسي جديد حددت مسار وملامح الكفاح الوطني من أجل الدود والدفاع عن الكرامة و السيادة الوطنية ، حيث شكلت الرحلة الملكية الميمونة تحديا كبيرا للسلطات الإستعمارية التي قامت بارتكاب مجزرتها الرهيبة بالدار البيضاء خلال يومي 7 و 8 أبريل من سنة 1947 و التي راح ضحيتها المئات من الشهداء خلفت الآلاف من الجرحى والمعطوبين ممن حصدهم الرصاص الأعمى ، وكان ذلك قبل يوم واحد من انطلاق الرحلة الملكية إلى مدينة طنجة ، لكن ما حدث كان محاولة يائسة لم تزد السلطان سيدي محمد بن يوسف إلا إصرارا وتشبثا بالقيام بهذه الزيارة التاريخية ليصل الرحم برعاياه بالشمال ، هذه الزيارة التي أكدت وحدة المغرب وأبرزت الروابط القوية والوشائج المتينة التي ظلت عبر قرون تجمع سكان هذا الوطن بملوك الدوحة العلوية الشريفة . وكما جرت العادة في كل مناسبة من مناسبات ذكرى تاسع أبريل يتم تكريم العديد من رموز المقاومة وأعضاء جيش التحرير كعربون وفاء وامتنانا لهم لما قدموه من تضحيات جسام في سبيل كرامة الوطن والمواطنين ، ومع هذا قررت المندوبية السامية تكريم صفوة من المقاومين ويتعلق الأمر بخمسة مقاومين متوفين وهم : المقاوم المرحوم الطيب شعبان ، المرحوم علي مومياعي ،المرحوم حمو موحاجي ، أحمد الزرهوني ، المرحوم حدو بن حماري والأربعة الآخرون لازالوا على قيد الحياة ويتعلق الأمر بالمقاوم الحمومي ، محمد الحداد عارف ، أحمد قسومي ومحمد شرحيلي ، وإلى جانب التكريم المعنوي كان هناك تكريم مادي لذوي الحاجات وأصحاب الدخل المحدود التي همت 19 عائلة استفادت من حصة مهمة من الإعانات المالية والمساعدات الإجتماعية . حضر هذه المراسيم بجانب الدكتور مصطفى الكثيري ، والي جهة طنجةتطوان عامل عمالة طنجةأصيلة محمد اليعقوبي ،عمدة المدينة فؤاد العماري ، الممثل الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين ، رئيس المجلس العلمي لعمالة طنجةأصيلة ، قائد الموقع العسكري ، الرئيس الأول لمحكمة الإستئناف والوكيل العام بها وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية . وفي ختام هذا الحفل رفع المقاومون برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة محمد السادس ، متمنين لجلالته دوام الصحة والعافية وأن يبقيه الله حصنا حصينا لشعبه وأمته ، و يحفظ جلالته في ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وشقيقته الأميرة الجليلة للاخديجة٬ وبأن يشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد٬ وبسائر أفراد الأسرة الملكية الكريمة. القندوسي محمد