ان انتهاك حرمات المساجد أشد أنواع الإفساد في الأرض . يقول الله تعالى "وان المساجد لله" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أحب البلاد إلى الله مساجده». تجاوز ناصر الزفزافي حدود الله و كل حدود القداسة التي تتحلى بها بيوت الله، عندما لغا و استكبر و طغى على خطيب جمعة بأحد المساجد بالحسيمة، و اوقفه عن استكمال خطبته و وصفه بالدجال أمام المصلين الذين جرت العادة أن يؤمهم الإمام الخطيب المعني. بغض النظر عن التاصيل الديني لهذا الفعل الشنيع، حتى من باب اللياقة لا يصح هذا التصرف الارعن. هذه حالة نفسية و حالة مزاجية مرتبكة و خطيرة اصبح يتخبط فيها ناصر الزفزافي. هذا السلوك لا يمت للإسلام بعلاقة، و لا يمت بصلة للجدل بالحسنى. ماذا عسى أن يقول المجلس العلمي المحلي في هذه النازلة الخطيرة؟ أوقف ناصر الزفزافي اليوم بالحسيمة خطيب مسجد و اثار لغوا و زوبعة غير مسبوقين في بيوت الله، مما حدا بالمصلين بالخروج من المسجد و هم يستنكرون هذا الطيش و الزيغ و الخرق السافر للدين و الحسنى ، دون أن يتمكنوا من إتمام صلاة الجمعة. فكيف سولت للزفزافي نفسه أن يمنع جموع المصلين من أداء صلاتهم . و الله سبحانه و تعالى هو القائل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يَذكر فِيهَا اسْمُهُ. كان حري بالزفزافي أن يعرض عما فعل، خوفا من الله ، و إلا احتراما لحرمة المسجد. حيث لم يذعن لدعوات المصلين الذي دخل معهم في عراك لفظي. أين نحن من اللغو و لو بكلمة و الخطيب يخطب، كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم "ومن لغا فلا جمعة له"، فما ادراك بالتهجم على الخطيب في قلب المسجد و أثناء الخطبة، وإثارة الفوضى. أليست هذه هي الفتنة في الدين. سبحان من قال : "وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ"