اعتبرت المدونة مايسة سلامة الناجي اقتحام ناصر الزفزافي، متزعم حراك الحسيمة، مجرد رد فعل والبادي أظلم، وتقصد بذلك أن خطيب الجمعة الذي دعا إلى الهدوء والسلم والأمان والحوار مع الحكومة التي جاءت للمدينة، بوفد كبير قصد حل مشاكل المدينة، هو البادي بالظلم رغم أنه لم يشتم أحدا وإنما قال إن يد الله مع الجماعة والخروج عنها من الموبقات، ودون أن يقول للمحتجين إن مطالبكم غير مشروعة، بل أكد على ذلك لكن اكتساب المطالب لن يكون بالفوضى. وقالت مايسة، في تدوينة ملتبسة على صفحتها بفايسبوك، إن حديث الخطباء عن السلم هو استغلال للدين في السياسة، ناسية أن المجال الديني هو من اختصاصات إمارة المؤمنين ولا علاقة للدعوة إلى التمسك بأخلاق الجماعة، كما ينص على ذلك ديننا الحنيف، باستغلال الأحزاب للمنبر المسجدي، ولكن هذا شأن من يستيقظ متأخرا ليتحدث عن إقحام الدين في السياسة دون دراية. قد تفهم مايسة سلامة الناجي في أكل وجبة سمك قيمتها 500 درهم رفقة الزفزافي، لكن أن تفهم في متى يدخل الدين ومتى يخرج من السياسة في بلاد يترأسها أمير المؤمنين فهذا شأن المفكرين الكبار من أمثال عبد الله العروي، وربما لم تشاهد حديثه أخيرا مع إحدى القنوات العربية، لكن أن تفهمه مدونة همها الوحيد تصعيد سلم المعجبين بصفحتها فذلك أمر مستحيل. وطرحت سلامة نفسها كطرف يأتي وسط طرفين متصارعين. سبحان الله. الدولة بكامل مؤسساتها أصبحت مقابل الزفزافي، والأخطر من ذلك أن الطرف الأقوى الذي سيقيم الصلح هو مايسة. نحن عرفناها مجالسة للزفزافي ولم نعرفها مجالسة للدولة وبالتالي فإنها على حد ما هو ظاهر هي مع الزفزافي وتدعم حركته، بل إن التدوينة عند قراءتها بتأني تفيد أن مايسة تدعم هذا الأخير في اقتحامه للمسجد باعتباره مجرد رد فعل على خطبة الجمعة، ناسية أن للمسجد حرمته ولم يكن في يوم من الأيام مكانا لتصفية الحسابات. وأشارت مايسة إلى أنه بعد "استفزاز" الساكنة من قبل الخطيب قام ناصر الزفزافي ومن معه بمقاطعة الخطيب. السؤال الذي لم تطرحه مايسة لماذا لم تقم الساكنة غاضبة إذا كان الخطيب استفزها وقام ناصر وعصبته لوحدهم؟