أطلق المكتب المغربي للكهرباء طلب عروض دوليا بهدف انتقاء شريك استراتيجي من أجل إنجاز وتسيير محطة جديدة لاستخراج الكهرباء من الرياح بقدرة 150 ميغاواط في شمال المغرب. وحدد يوم 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل كآخر أجل لإيداع عروض الشركات الراغبة في دخول المنافسة على المشروع. وأشار بيان المكتب الوطني للكهرباء إلى أن أشغال بناء المحطة الجديدة ستنطلق في منتصف العام المقبل وتنتهي في غضون عام 2014. كما أوضح البيان أن المشروع سيتم إنجازه في إطار شراكة بين المكتب الوطني للكهرباء وصندوق الحسن الثاني للتنمية والشريك الاستراتيجي، الذي سيتم انتقاؤه، الذي يشترط فيه أن يكون متوفرا على مراجع مهمة في مجال إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح، وذلك عبر إحداث شركة خاصة بالمشروع، والتي ستبرم عقد إنشاء واستغلال لمدة 20 سنة مع الدولة المغربية. وتعتبر هذه المحطة، التي ستشيد في موقع يبعد 12 كيلومترا عن مدينة تازة، أول المشاريع التي يعتزم المغرب إنجازها في إطار مخطط الطاقة الريحية الذي أعلن عنه في يونيو (حزيران) الماضي، والذي يهدف إلى الرفع من القدرة الإنتاجية التي يتوفر عليها المغرب في مجال استخراج الكهرباء من طاقة الرياح، من نحو 280 ميغاواط حاليا إلى 2000 ميغاواط في 2020. وأوضح مصدر من المكتب الوطني للكهرباء ل«الشرق الأوسط» أن الخمسة مشاريع الأولى ضمن هذا البرنامج، بقدرة إجمالية تصل إلى ألف ميغاواط، قد تم تحديد مواقعها وإنهاء الدراسات المتعلقة بها، وهي مشروع طنجة الثاني بقدرة 150 ميغاواط، ومشروع تطوان بقدرة 300 ميغاواط، ومشروع العيون بقدرة 300 ميغاواط، ومشروع بوجدور بقدرة 100 ميغاواط. ويعتزم المكتب الوطني للكهرباء طرح هذه المشاريع للمنافسة تباعا خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف المصدر أن المكتب الوطني للكهرباء بصدد استكمال الدراسات بالنسبة لمحطات أخرى ضمن نفس البرنامج تصل قدرتها الإنتاجية الإجمالية إلى 720 ميغاواط. وفي موضوع ذي صلة، أعلن المكتب الوطني للكهرباء توصله إلى إبرام أولى صفقات بيع حقوق انبعاث ثاني أكسيد الكربون المكتسبة من إنتاج الكهرباء النظيفة، وذلك من خلال إبرام صفقة مع صندوق رأسمال الكربون المغربي التابع لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير المالية بشراكة مع شركتين دوليتين متخصصتين. وتتعلق هذه الصفقة بكميات ثاني أكسيد الكربون التي سيتم اقتصادها من طرف محطة توليد الكهرباء من الرياح التي تم تدشينها في يونيو الماضي في بلدة ملوسة قرب طنجة، وهي بقدرة 140 ميغاواط وتتوقع اقتصاد 370 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة. وأشار المصدر إلى أن الصفقة تتعلق بنحو 5 سنوات من الإنتاج، أي ما يعادل مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون. وتجدر الإشارة إلى أن المخطط المغربي لإنتاج الكهرباء من الرياح يهدف إلى توفير 5.5 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة مع اكتماله ابتداء من 2020. ويسعى المغرب إلى بلوغ هدف إنتاج 42 في المائة من حاجياته من الكهرباء في سنة 2020 من الطاقات المتجددة. وفي هذا السياق أطلق برنامجين طموحين، الأول يتعلق بإنتاج 2000 ميغاواط عبر استغلال طاقة الرياح، وأسند تنفيذه للمكتب الوطني للكهرباء، والثاني يهدف إلى إنتاج 2000 ميغاواط من الطاقة الشمسية وكلف الوكالة المغربية للطاقة الشمسية بإنجازه. لحسن مقنع ج الشرق الاوسط