بعد ظاهرة الدعارة التي تحدث عنها الكثير و التي أزكمت الأنوف و ظل الإنسان منا يستحيي أن يتجول بمدينة مرتيل مع عائلته سواء في فصل الصيف و في فصل الشتاء ، هذه "المدينة" التي كانت بالأمس القريب قرية صغيرة هادئة جميلة يسكنها الصيادون و من ينتعش معهم من تجار صغار ،معدل الجريمة لم يكن يتجاوز الواحد في المائة في فصل الصيف و ينعدم في فصل الشتاء تماما ، كل السكان كانوا يعرفون بعضهم البعض و كأنهم عائلة واحدة ، كانت تنضاف إليهم مجموعة من العائلات التطوانية خصوصا في فصل الصيف للاستجمام و التمتع بطبيعتها و الاستفادة من خيراتها سواء البحرية أو الفلاحية أو الطبيعية ، هذه "المدينة" تحولت إلى مدينة السرقة بامتياز ، تصور أنه يمكنك أن تجد منزلك مسروقا حتى و لو كان فارغا من الأثاث ، الكل سيقول كيف؟، و ماذا سيُسرق من منزل و هو فارغ ؟ . قد ظهرت شريحة من اللصوص و خصوصا مستهلكي المخدرات القوية ، عندما يدخلون إلى منزل قصد السرقة و لا يجدون شيئا فإنهم يقتلعون الأدوات الصحية و قنوات الماء ( صدق أو لا تصدق) ، هذه القنوات التي تُباع على شكل نحاس بالكيلو غرام ، و لن يكلفوك الخسائر المادية من المسروقات فقط ، فإذا كنت تتأخر عن زيارة منزلك فبالإضافة للفاتورة التي ستؤديها لشركة توزيع الماء و الكهرباء لأنهم يتركون الماء يسيل بعدما أن كسروا الأنابيب، فإنهم يقضون ليلة أو أكثر في المنزل كضيوف . و هذه الظاهرة قد اشتكى منها العديد من المواطنين و لم أكن أصدقها ، حتى رأيتها بنفسي ، فمتى سيتحرك الأمن ليضع حدا لهذه الظاهرة ، خصوصا و أن مروجي هذه السموم و متعاطيها معرفون ، و الكل يعرفهم وهم يتجولون بحرية في هذه" المدينة" القرية ، التي كانت في وقت من الأوقات أمنة ؟ . فلا تتفاجؤا إذا لم تجدوا منازلكم في أماكنها ، و قد بيعت على شكل قطاع .فكل شيئ ممكن في هذه "المدينة". نجيب البقالي