اذا كانت شركة فيوليا امانديس المكلفة بالتدبير المفوض بجهة تطوانطنجة وفق دفتر تحملات يضع في اولى اعتباراته المحافظة على البيئة ومراعات المعايير الدولية لجودة الخدمات بالنسبة للمستهلك الذي يبقى المستهدف الاول والاخير . فان ما اقدمت عليه ادارة الشركة يعتبر بحق اخطر جريمة يمكن ان ترتكب في حق المجال البيئي البحري باقليمالمضيق ، اذ قامت وفي ساعة جد متاخرة من مساء الاحد صبيحة الاثنين 16-7-2012 بافراغ اكثر من 12 طن من النفايات والمياه العادمة للواد الحار بواسطة مضخات ضخمة وانابيب وخراطيش تمتد لمسافات طويلة في شاطيء البحر مباشرة في منظر يدعو الى الاستغراب ولاسيما وان هاته الجريمة تمت بشاطيء مرينا بويرطو حيث تعرف تواجدا مكثفا للمواطنين من ملاك وزائرين وفي وقت ذروة موسم الاصطياف حيث يعج بمستعملي الشاطئ . ولم تعبا الشركة باحتجاج سكان الاقامات السياحية المتضررة والتزمت الصمت واللامبالات بدعوى انهم مجرد موظفون وينفذون تعليمات ادارة الشركة. واستمرت عملية افراغ النفايات حوالي 6 ساعات والى غاية صباح يومه الاثنين . امام اعين المسؤولين من السلطات الادارية والامنية التي لم تحرك ساكنا . لاسيما وان هاته الجريمة التي تمت في حق المجال البيئي البحري ستكون لها انعكاسات سلبية كبيرة على ساكنة اقليمالمضيق وتشكل تهديدا خطيرا على صحتهم وسلامتهم . علما ان افراغ اطنان من النفايات والمياه العادمة بشواطئ يستعملها المصطافون في عز الصيف سيهدد طول الشريط الساحلي بكارثة بيئية غير مسبوقة ، ولاسيما وانها تمت على امتداد شريط ساحلي حيث تتواجد الاقامة الملكية والاقامات الاميرية وكذا المركبات السياحية والفنادق المصنفة وتعرف رواجا سياحيا متميزا. فاذا كانت شركة امانديس فيوليا تضع شعار المحافظة على البيئة على جميع لوحاتها وواجهاتها الاشهارية فانها في تعاملها مع المواطنين تنهج اسلوب الربح فالربح ثم الربح ولو بجميع الوسائل ولو كان على حساب صحة وسلامة المواطن وسلامة البيئة التي يعيش فيها فهل يستفيق المسؤولون ؟ . ذ . عبد الكريم الخصاصي. محام بهيئة تطوان