بعد أزيد من تسعين عاما من الانتظار تمكن أخيرا فريق المغرب أتليتيك تطوان من الفوز بدرع البطولة المغربية للمحترفين عقب عودته بالانتصار برسم الدورة الأخيرة من الدوري المغربي أمام صاحب المرتبة الثانية فريق الفتح الرباطي الذي كان هو الأخر يمني النفس بتحقيق اللقب خصوصا وأنه كان يلعب بميدانه وأمام جمهوره، إلا أن الفريق التطواني كانت له الكلمة العليا. لطالما حلم ممثل الحمامة البيضاء ومعه كل التطوانيون بالظفر باللقب الغالي، والآن تحقق المراد وأصبح الحلم واقعا ملموسا. إن ليلة يوم الاثنين 28 ماي 2012 ستبقى محفورة في الذاكرة التطوانية، ليلة ولا كل الليالي، ليلة كانت فيها الحمامة البيضاء على موعد مع التاريخ. وعقب هذا التتويج الغير مسبوق عاشت ساكنة تطوان ونواحيها ليلة تاريخية بكل المقاييس، حيث خرج مئات الآلاف من محبي المغرب التطواني إلى الشوارع من أجل الاحتفال بهذا اللقب الذي طال انتظاره والذي يعد الأول منذ تأسيس الفريق في العقد الثاني من القرن العشرين ردد الجمهور التطواني أناشيد النصر وهلل بهذا التتويج المستحق الذي أدخل فريق الروخيبرلانكو في خانة الأندية المتوجة بلقب البطولة الوطنية. وموازاة مع ذلك صنع الجمهور التطواني الذي رافق الفريق إلى الرباط الحدث في مدرجات مركب الأمير مولاي عبد الله منذ الساعات الأولى من صباح يوم المباراة، توجهت الجماهير التطوانية عبر الحافلات والسيارات وحتى الدراجات النارية صوب الرباط العاصمة من أجل مؤازرة فريقها في ذلك الموعد الهام. وكعادتها في تدعيم الممثل الأول لمدينة تطوان، وانسجاما مع سياسة دعم قطاع الرياضة بالمدينة، وضعت الجماعة الحضرية لتطوان مجموعة من الحافلات رهن إشارة الجمهور المتوجه إلى الرباط بما فيهم مستشاري وأطر وموظفي الجماعة الحضرية لتطوان. وتوالت الاحتفالات بتطوان لليوم الثاني على التوالي، إذ استقبلت ساكنة تطوان الفريق البطل الذي وصل عشية يوم الثلاثاء وتوجه مباشرة إلى قصر البلدية حيث تم استقباله من طرف المجلس برئاسة رئيس الجماعة الحضرية السيد محمد ادعمار والذي هنأ الفريق على هذا الإنجاز التاريخي والغير المسبوق كما اعتبر أن سنة 2012 سنة رياضية بامتياز بمدينة تطوان، إذ حققت مجموعة من الأندية المحلية نتائج مبهرة. وللأسف الشديد شابت هذه الفرحة قرحة تمثلت في حادثة سير مروعة حيث لقي ثلاث شبان من مشجعي فريق المغرب التطواني حتفهم وأصيب27 آخرين بجروح، حالة خمسة منهم خطيرة عندما كانوا متوجهين نحو الرباط لمتابعة مباراة فريقهم ضد الفتح الرباطي. وقد خلفت هذه الحادثة الأليمة حزنا عميقا في الأوساط التطوانية، وبهذا المصاب الجلل قدم رئيس الجماعة الحضرية لتطوان أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء المجلس وأطر وموظفي الجماعة الحضرية تعازيه ومواساته لأسر الضحايا والجرحى. هنيئا إذا لفريق المغرب أتليتيك تطوان بهذا الإنجاز الذي دون شك أدخله إلى خانة كبار الأندية المغربية التي يحسب لها الف حساب، والشكر موصول للمكتب المسير وللطاقم التقني ولكافة اللاعبين الذين أبانوا عن نضح واحتراف كبيرين. وهنيئا لمدينة الحمامة البيضاء بهذا الفريق الفتي ذو التاريخ العريق والذي في وقت سابق جاور أعتى الفرق العالمية عندما كان يمارس في البطولة الإسبانية إبان حقبة ما قبل الاستقلال. نتمنى لممثل مدينة تطوان مسيرة موفقة في الاستحقاقات الدولية المقبلة ومزيدا من النجاح والتألق. خالد الشرف