توج فريق المغرب التطواني بطلا للمغرب لأول مرة في تاريخه. عقب فوزه على مضيفه اتحاد الفتح الرياضي 1-0 في المباراة. التي جمعت بينهما مساء اليوم الإثنين بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. برسم الدورة الثلاثين والأخيرة من البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول في كرة القدم. وقاد اللاعب عبد الكريم بنهنية فريق مدينة "الحمامة البيضاء" إلى هذا الإنجاز غير المسبوق بتسجيله هدف الفوز والتتويج في الدقيقة 49. ورفع الفريق التطواني رصيده إلى 61 نقطة جمعها من 17 انتصارا وعشرة تعادلات وثلاث هزائم. فيما تجمد رصيد الفريق الرباطي في 57 نقطة من 16 انتصارا وتسعة تعادلات وخمس هزائم. ولم يأت هذا التتويج من فراغ. وإنما ثمرة لتضافر مجهودات جميع مكونات مدينة تطوان من سلطات محلية وجمهور ومكتب مسير وإدارة تقنية قادها باقتدار الإطار الوطني عزيز العامري ولاعبين واعدين وموهوبين. تمكنوا من بسط سيطرتهم خاصة على الشطر الثاني من أول بطولة احترافية في تاريخ كرة القدم المغربية. ونجح الفريق التطواني. الذي كان بحاجة إلى نقطة واحدة لمعانقة لقب البطولة. في رفع التحدي ودون اسمه بمداد من ذهب في سجل الأندية المتوجة. علما بأنه خاض هذا اللقاء في غياب مجموعة من أبرز لاعبيه في مقدمتهم المدافعان محمد أبرهون والسينغالي مرتضى فال والمهاجم عبد الرزاق لمناصفي. وكما كان مرتقبا. جاءت أطوار هذا اللقاء الهام والحاسم. الذي تابع أطواره جمهور كبير فاق 40 ألف متفرج أغلبهم من مناصري الفريق التطواني وتمت في بدايته قراءة الفاتحة على أرواح ثلاثة مشجعين للنادي التطواني لقوا مصرعهم في حادثة سير على مستوى جماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش. حماسية ومثيرة بين فريقين رباطي اندفع بقوة بحثا عن هدف مبكر ينعش به آماله في إحراز اللقب. وتطواني آثر تعزيز دفاعه ووسط ميدانه ونهج المرتدات السريعة للحفاظ على عذرية شباكه المرادفة للتتويج. ويبدو أن الأسلوب. الذي نهجه أشبال المدرب العامري. كان فعالا بعدما نجحوا إلى حد كبير في امتصاص حماس لاعبي الفريق المضيف. ولينهوا الشوط الأول متعادلين بدون أهداف. ومع انطلاق الشوط الثاني. قام اللاعبون التطوانيون ببعض المحاولات المرتدة الخاطفة أثمرت هدفا في الدقيقة 49 نزل كقطعة ثلج على أشبال المدرب جمال السلامي وبعثر أوراقهم فيما تبقى من وقت المباراة ليعلن الحكم بوشعيب لحرش عن نهايتها وسط فرحة تطوانية عارمة. وإذا كان إحراز الفريق التطواني اللقب يبقى منطقيا ومستحقا. فإن هذا الإنجاز لا ينبغي أن يبخس فريق اتحاد الفتح الرياضي. الذي كان أمام خيار واحد ووحيد وهو انتزاع ثلاث نقاط الفوز لتتويج موسم أكثر من رائع. حقه في كونه شكل قوة ضاربة خاصة في الشطر الأول من البطولة الذي تسيده عن جدارة واستحقاق بل وتوجه بإحراز اللقب الفخري (بطل الخريف). وإلى جانب تتويج فريق المغرب التطواني بطلا للمغرب واكتفاء فريق اتحاد الفتح الرياضي بمركز الوصافة وضمانهما تمثيل كرة القدم المغربية الموسم المقبل في دوري أبطال إفريقيا. فإن هذا الموسم أفرز تراجعا واضحا للأندية التقليدية والتي كانت تعتبر قاطرة كرة القدم الوطنية كالوداد البيضاوي (حامل اللقب 12 مرة) والجيش الملكي (حامل اللقب 12 مرة أيضا) والرجاء البيضاوي (10 ألقاب). حيث أنهى الأول الموسم في المركز الثالث وضمن المشاركة في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية. فيما خرج الثاني والثالث خاليي الوفاض. وعلى مستوى أسفل الترتيب. يخوض فريقا اتحاد الخميسات وشباب المسيرة الموسم المقبل في القسم الوطني الثاني بعدما فشلا في مجاراة إيقاع البطولة وأنهيا مشوارهما في المركزين ما قبل الأخير (28 نقطة) والأخير (24 نقطة). وفي المقابل. نجح فريقا رجاء بني ملال والنهضة البركانية في تحقيق حلم الصعود من جديد للقسم الوطني الأول. فيما حكم على فريقي سطاد المغربي وشباب هوارة بمغادرة القسم الثاني وخوض الموسم المقبل ضمن أندية بطولة القسم الأول هواة. وفي ختام هذا اللقاء سلم السيد محمد أوزين. وزير الشباب والرياضة رفقة بعض أعضاء مكتب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. درع البطولة وشيك بمبلغ 3 ملايين درهم لعميد الفريق التطواني. ودرع الوصيف مع شيك بقيمة 2 مليون و400 ألف درهم لعميد الفريق الرباطي.