يسدل الستار نهاية الأسبوع الجاري على منافسات أول بطولة احترافية في تاريخ كرة القدم المغربية بإجراء الدورة الثلاثين والأخيرة٬ التي ستتميز بلقاءات جديرة بالمتابعة وفي مقدمتها مباراتا اتحاد الفتح الرياضي والمغرب التطواني التي برمجت يوم الاثنين (السابعة مساء) بالرباط والتي سيتم على ضوء نتيجتها تحديد هوية الفريق الذي سيتوج بطلا للمغرب لموسم 2011-2012 ٬ والوداد الفاسي وشباب المسيرة يوم الأحد (الثامنة ليلا) بفاس٬ والتي ستفرز الفريق الثاني الذي سيرافق اتحاد الخميسات إلى القسم الثاني. فبخصوص التنافس على اللقب٬ تتجه الأنظار إلى ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط٬ الذي سيكون مسرحا للقاء هام وحاسم يختزل موسما استثنائيا بكل المقاييس٬ نجح خلاله الفريقان الرباطي (المطارد المباشر ب 57 نقطة) والتطواني (المتصدر ب58 نقطة)٬ تحت إشراف إطارين وطنيين هما جمال السلامي وعزيز العامري٬ في قيادة فريقيهما إلى تحقيق نتائج جد إيجابية أهلتهما للتقدم على الفرق التقليدية والتي كانت تعتبر قاطرة كرة القدم الوطنية كالوداد البيضاوي (حامل اللقب 12 مرة) والجيش الملكي (حامل اللقب 12 مرة أيضا) والرجاء البيضاوي (حامل اللقب و10 ألقاب). ومن أجل تحقيق أمل التتويج الأول في تاريخهما الرياضي العريق ٬ الذي تعيش عليه جماهير المدينتين٬ سيكون الفريقان الرباطي والتطواني مجربين على تفادي الخطأ لأن أي خطوة غير محسوبة قد تجهض هذا الحلم وتقوض موسما كاملا من المعاناة تسيد شطره الأول فريق اتحاد الفتح الرياضي وتوجه بإحراز اللقب الفخري (بطل الخريف) وبسط فريق المغرب التطواني سيطرته على الشطر الثاني ما مكنه من انتزاع صدارة الترتيب٬ الشيء الذي يتحتم معه استحضار عدة عوامل من بينها على الخصوص الانضباط التكتيكي والتركيز الذهني . فإذا كان فريق اتحاد الفتح الرياضي سيندفع منذ البداية بحثا عن هدف مبكر يرفع معنويات لاعبيه ويبعثر أوراق الفريق المنافس٬ علما بأن أصدقاء العميد عبد الفتاح بوخريص يدركون تمام الإدراك أن لا سبيل أمامهم سوى انتزاع ثلاث نقاط الفوز الكفيلة وحدها بمنحهم لقب البطولة٬ لكن مع استحضار عنصر الحيطة والحذر٬ فإن فريق المغرب التطواني سيلعب من أجل الفوز أو حتى التعادل على اعتبار أن نقطة واحدة ستكون كافية بالنسبة إليه لبلوغ الهدف المنشود. كل هذه العوامل وغيرها ستزيد المباراة قوة وإثارة وتشويقا منذ انطلاقتها إلى نهايتها دون إغفال الاحتفالية التي ستكون مدرجات المجمع الرياضي على موعد معها من خلال الإقبال المكثف للمناصرين خاصة من طرف جمهور مدينة "الحمامة البيضاء" الذي من المنتظر أن يرافق فريقه بكثافة. ويبدو أن السلامي والعامري أعدا العدة وكل ما يلزم لخوض هذه المباراة القفل٬ التي ستتحكم فيها جزئيات صغيرة حيث سيكون الانتصار والتتويج حليفا للفريق الأكثر تنظيما وتركيزا والذي سيحسن استغلال الفرص المتاحة٬ خاصة وأن الفريقين يتوفران على قطع غيار متعددة وقادرة على خلق الفارق. وكان الحسم في هوية الفريق البطل قد تأجل٬ عقب فوز كل من المغرب التطواني واتحاد الفتح الرياضي في الدورة الماضية (29 ما قبل الأخيرة)٬ الأول بميدانه على ضيفه الوداد الفاسي 2-0 والثاني بخريبكة على الأولمبيك المحلي 2-0٬ ليحافظ أشبال العامري٬ الذين حققوا فوزهم ال16 مقابل 10 تعادلات و3 هزائم٬ على مركزهم في صدارة الترتيب برصيد 58 نقطة٬ بفارق نقطة واحدة أمام فريق اتحاد الفتح الرياضي٬ الذي وقع على انتصاره رقم 16 مقابل 9 تعادلات و4 هزائم. ولن تخلو مباراتا فريقي الوداد والرجاء البيضاويين٬ اللذان يتقاسمان المركز الثالث ب48 نقطة٬ والباحثان عن مركز مؤهل لإحدى المسابقتين القاريتين٬ من متعة وإثارة عندما يحل الأول ضيفا على اتحاد الخميسات (الأخير ب24 نقطة) والذي وضع كلتا رجليه في القسم الثاني بعد خسارته الدورة الماضية بالعيون 2-3 أمام شباب المسيرة٬ ويستقبل الثاني فريق النادي القنيطري (العاشر ب35 نقطة) . وعلى مستوى أسفل الترتيب٬ سيصطدم فريقا الوداد الفاسي (ما قبل الأخير ب27 نقطة) وشباب المسيرة (ال14 ب28 نقطة) بملعب المركب الرياضي بفاس٬ في مواجهة حارقة ستفرز الفريق الثاني الذي سيرافق فريق الاتحاد الزموري للخميسات إلى القسم الثاني. ويعلق الفريقان الفاسي والصحراوي آمالا عريضة على هذه المباراة٬ الشيء الذي سيدفعهما لتسخير مؤهلاتهما البدنية والتقنية والذهنية إن هما أرادا تفادي الهزيمة٬ علما بأن الضغط سيكون على الفريق المضيف المطالب بانتزاع نقاط الفوز الثلاث الكفيلة دون غيرها ببقائه ضمن أندية قسم الصفوة في الوقت الذي تبقى نقطة التعادل كافية للفريق الصحراوي.