أعلن، مساء الخميس المنصرم، خلال لقاء نظم بالدارالبيضاء، حول موضوع ( المغرب في مواجهة أمراض المناعة الذاتية )، أن نسبة المغاربة المصابين بهذه الأمراض، التي تحتل المرتبة الثالثة للأمراض بعد السرطانات وأمراض القلب والشرايين، تقارب 8 في المائة. وأوضحت الدكتورة خديجة موسيار، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والأمراض الجهازية، خلال هذا اللقاء، الذي نظمته الجمعية بمناسبة مرور سنة على تأسيسها (13 نونبر 2010)، أن أمراض المناعة الذاتية تصيب النساء أكثر من الرجال، موضحة أن العنصر النسوي يشكل 80 في المائة من المصابين بهذه الأمراض. وأشارت في هذا الصدد إلى أن امرأة واحدة، من بين عشر نساء، مصابة بنوع من أنواع أمراض المناعة الذاتية، التي حددتها في مائة مرض مزمن وحاد، منها الروماتيزم، والسكري من نوع ألف، والتصلب المتعدد، والذئبية الحمراء، وبعض أمراض الغدة الدرقية والجهاز الهضمي، وبعض أمراض الجلد والدم والعضلات، إضافة إلى بعض أمراض الشرايين والجهاز العصبي. وعرفت أمراض المناعة الذاتية، التي هي أمراض وراثية في غالب الأحيان، بأنها مجموعة أمراض مختلفة يهاجم فيها جهاز المناعة مكونات الجسم وكأنها أجسام غريبة، مشيرة إلى أن جهاز المناعة يشكل درعا وقائيا قويا يحمي جسم الإنسان ويحارب الأجسام الغريبة، لكن في حالة أمراض المناعة يصبح جهاز المناعة عدوا للجسم فيحاربه بشتى الوسائل. في سياق متصل، اعتبرت موسيار أن تشخيص أمراض المناعة الذاتية معقد جدا، لأن هذه الأمراض تمر بفترات مختلفة يكون فيها نشاط وكمون، مشيرة في هذا السياق إلى أن أعراض هذه الأمراض، التي تكون البداية غير محددة وظاهرة، تحتاج إلى تتبع دقيق لكي جري تشخيصها. وقالت الدكتورة موسيار (أخصائية في الطب الباطني وأمراض الشيخوخة)، إنه يجري حاليا التغلب على هذه الأمراض بفضل المتابعة المنتظمة المعتمدة أساسا على دواء ( الكورتيزون)، إضافة إلى عقاقير بيولوجية. وشددت على أهمية التحسيس وتوعية الناس بخطورة أمراض المناعة الذاتية، وكذا التكفل بهذه الأمراض، ومساعدة المرضى والتعاون معهم، علاوة على نسج شراكات مع الأطباء والجمعيات والمنظمات الوطنية والدولية والمؤسسات العمومية.