طالت عملية الهدم هذه الأيام مستشفى محمد الخامس لعلاج السل والأمراض الصدرية بدار بنقريش ، وهو ما أثار غضب واستياء العديد من ساكنة تطوان والنواحي ، نظرا للخدمات الجليلة والإنسانية التي قدمها ويقدما هذا المستشفى على امتداد سبعين سنة مضت . فقد تأسس سنة 1946 على يد الإحتلال الإسباني لشمال المغرب ، وكانت طاقته الإستيعابية 314 سريرا موزعة على طوابقه الثلاث . وكان به راهبات إسبانيات متطوعات ( موخات ) . لخدمة المرضى بالسل والأمراض الصدرية . وبحق فقد كان هذا المستشفى يعتبر المركز الصحي الوحيد للعديد من المعوزين من ساكنة البوادي والقرى النائية بشمال المغرب ، المصابون بمرض داء السل والأمراض الصدرية ، حيث كان يتطلب علاجهم البقاء عليهم بالمستشفى ، تجنبا لإنتقال العدوى لذويهم وأقاربهم ، إلى غاية تماثلهم للشفاء . والجدير بالذكر أن تطوان لم تحفل ببناء أي مستشفى جديد منذ حصول المغرب على إستقلاله إلى يومنا هذا ، يكون قادرا على استيعاب المرضى مثل مستشفى سانية الرمل أو دار بنقريش الذي تم هدمه كما أسلفنا ، على الرغم من الإنفجار السكاني والديمغرافي الكبير الذي عرفته المدينة بسبب الهجرة والنزوح الجماعي إليها من كل حدب وصوب . فهل ستعمل وزارة الصحة على تعويض المستشفى الذي تم هدمه ببناء آخر في أقرب الآجال ، أم ستسلك في ذلك - وكالعادة - طريق المماطلة والتسويف ، وكأن لسان حالها يقول كما قال الشاعر : تمشي إلى العطار تبغي شبابها ... فهل يصلح العطار ما أفسد الدهر