اقامت جمعية نساء ضد العنف في العاصمة المغربية الرباط بتاريخ 15 أبريل 2017 الندوة الدولية العاشرة بالتعاون مع مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية المغربية بعنوان " الشباب وتحديات العنف والإرهاب " حيث أصبحت ظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف والقضايا والإشكالات المرتبطة به تشغل اهتمام جميع دول العالم في الوقت الحاضر. وإذا كانت ممارسة الإرهاب ليس وليدة اليوم فإن الجديد في هذا الموضوع حاليا هو أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية ، أي أنها لا ترتبط بمنطقة أو ثقافة أو مجتمع أو جماعات دينية أو عرقية معينة، وإن كانت ترتبط بالإسلام السياسي أكثر من غيره منذ أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 المتمثلة في الاعتداءات الإرهابية على الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر من حيث خطورتها وعنفها حيث خلفت ما يناهز أربعة آلاف ضحية يعودون إلى واحد وسبعين جنسية . وقد شكلت هذه العمليات منعطفا جليا في تاريخ الإرهاب والأفكار المتطرفة وتحولاً بارزاً في طبيعة وأنماط التخطيط للأعمال الإرهابية وطرق ارتكابها، والحقيقة أن الإرهاب لم يقتصر على الدول الغربية فقط ، وإنما شمل جميع المناطق بما فيها الدول على العربية، وارتفعت وتيرته واتسع نطاقه بعد ما سمي بالربيع العربي، وقيام الكيان الإرهابي الذي يحمل اسم داعش في بعض المناطق من بلدان عربية. هكذا، تأثرت الدول العربية مثل غيرها وربما أكثر من بلدان العالم بالجريمة الإرهابية كما تشهد على ذلك المآسي التي عرفتها وتعرفها عدة بلدان في المنطقة. لذلك كان لزاما عليها أن تكون مكافحة هذه الجريمة من أولويات السياسات الأمنية والتشريعية لديه، حيث تم بذل جهود متعددة في هذا الشأن، ومن ضمنها الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب. وطرحت قضايا الإرهاب والعنف إشكاليات ذات أبعاد ثقافية وتربوية وتواصلية، ناتجة عن تعدد مرتكزاتها وآليات اشتغالها، كما هو حال الفتاوى، والفكر المتطرف المحتضن للشباب، حيث التحق عدد كبير من الشباب من بلدان متعددة بهذا الفكر وتنظيماته المختلفة، واستعمال التكنولوجيا الحديثة في الولوج إلى هذا التأطير النظري وإعداد اللوازم المستعملة في القتل والإرهاب. وقد نجحت العديد من البلدان العربية في تحجيم خطورة التيارات الإرهابية وحالت أجهزتها الأمنية دون وقوع العشرات من العمليات الخطيرة، والقبض على المطلوبين وتفكيك الخلايا النائمة، وبلورة استراتيجيات للتعامل معها ومع تداعياتها ولمواكبة لهذه الجهود العربية المتنوعة نظمت جمعية نساء ضد العنف و مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية ندوة إقليمية حول الإرهاب وسبل مكافحة مختلف أشكاله من خلال مقاربات متعددة تشمل ما هو أمني وتشريعي، وما هم روحي وديني وما هو إعلامي، فضلا عن دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني لتجفيف منابع التعصب واستئصال جذوره. ان هذه الندوة المنظمة تحت عنوان " الشباب وتحديات العنف والإرهاب " مشاركة العديد من الباحثين والمهتمين من بلدان عربية مختلفة من الجزائر وتونس ومورتانيا والأردن والمغرب، وتمحورت حول المحاور التالية: مكافحة الإرهاب بين المتطلبات الأمنية وتحديات احترام حقوق الإنسان المقاربة الأمنية والتشريعية والتنموية في مواجهة الإرهاب، المغرب نموذجا؛ الخطاب الديني ودوره في تجفيف منابع التطرف والإرهاب دور الإعلام والإعلام الإلكتروني في التصدي للإرهاب والتطرف وإعادة إنتاج أسسهما. دور المجتمع المدني في التصدي للتطرف والإرهاب دور الأسرة والمدرسة في التصدي للفكر الإرهابي وتجفيف منابعه.