دعا مشاركون في ندوة إقليمية حول "الشباب وتحديات العنف والإرهاب" نظمها يوم أمس السبت (15 أبريل) بالرباط مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية والجمعية الأردنية "نساء ضد العنف"، إلى اعتماد مقاربة شمولية تمكن من تحصين الشباب ومن خلاله المجتمع ضد الإرهاب. وأجمع المتدخلون على أن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية لتجفيف منابع التطرف الفكري والديني. إذ قال ، في هذا السياق، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، محمد الصبار، "هناك إشكال كبير وحقيقي في المواجهة الفكرية لخطاب الإرهاب". وأضاف موضحا :" نحتاج لمجددين دينيين مثلما نحتاج لتعبئة كبيرة للمثقفين والمفكرين لإنتاج الخطاب المضاد لخطاب الإرهاب". وندد في ذات السياق بغياب النخبة المثقفة عن النقاش والتأطير المضادين للإرهاب. ومن جهته، أوضح العميد الإقليمي بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، محمد نفاوي، أن المكتب المركزي ووفق استيراتيجيته المنفتحة على مكونات المجتمع وباقي المؤسسات، يسعى لتحقيق فعالية أكبر لعمله من خلال الانفتاح والتعاون وتشاطر المعلومة بغاية التأسيس لفعل تشاركي موسع بهدف التصدي للإرهاب. وذلك، انطلاقا من اقتناعه بضروة تظافر الجهود بما يشكل حاجزا قويا وصلبا أمام التطرف والإرهاب. وبالنسبة لرئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، الحبيب بلكوش، فإن الخطير في تنامي الظاهرة الإرهابية، هو "قدرة التنظيمات المتطرفة على استقطاب شريحة من الشباب تحولها لآداة تنفيذية لمخططاتها التخريبية والإجرامية وهو ما تبين من خلال هجمات الدارالبيضاء ومدريد ولندن". واعتبر لحبيب بلكوش أن "الأبعاد الأيديولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي والتهميش والهشاشة وفرت شروطا للتعبئة إلى جانب عوامل تربوية وسياسية واجتماعية"، ونبه إلى أن "خطورة الظاهرة تكمن في قدرتها على اجتياح فضاءات معروفة بكونها أماكن للنقاش والحجاج كالجامعات والمعاهد". ودعا رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديموقراطية إلى تعميق النظر في التحولات، التي يعرفها المجتمع المغربي ورصد مواطن الخلل ورسم الاستراتيجيات الضرورية، واعتماد مقاربة متكاملة وليس أمنية فقط والتفكير في مستلزمات التعامل مع العائدين من أماكن التوتر عبر العالم. من جانبها، أبرزت رئيسة الجمعية الأردنية "نساء ضد العنف"، خلود خريس، كيف تعاني النساء، بوصفهن الحلقة الأضعف في ظل مجمل الأحداث، التي تعرفها البلدان العربية بشكل عام وتلك التي تشكل بؤر توتر من مثل العراقوسوريا بشكل خاص. وقدمت من خلال متابعتها القريبة للموضوع وتعاطي جمعيتها مع النساء الناجيات من جحيم داعش، صورا للبشاعة التي يمارسها التنظيم على النساء بشكل خاص وتعكس وحشيته كما تعكس انحطاطه الفكري والأخلاقي. ونددت خلود خريس بالجرائم، التي يقترفها تنظيم داعش الإرهابي، خاصة اتجاه النساء والأطفال. وأشارت، كذلك، إلى أن الجمعية تمكنت من الحيلولة دون التحاق 1500 شاب من سورياوالعراق بالتنظيم. ونبهت خلود خريس إلى أن الورش الذي يطرح التحدي على مستوى التفكير والتخطيط هو إيجاد سبل مواجهة التفكير الداعشي، الذي تغلغل في المجتمعات. يشار إلى أن الندوة الإقليمية حول موضوع "الشباب وتحديات العنف والإرهاب"، شملت ست محاور هي: "مكافحة الإرهاب بين المتطلبات الأمنية وتحديات احترام حقوق الإنسان"، و"المقاربة الأمنية والتشريعية والتنموية في مواجهة الإرهاب"، ودور المجتمع المدني في التصدي للإرهاب"، و"الخطاب الديني ودوره في تجفيف منابع التطرف والإرهاب"، و"دور الإعلام والإعلام الإلكتروني في التصدي للإرهاب والتطرف وإعادة إنتاج أسسهما"، و"دور الأسرة والمدرسة في التصدي للفكر الإرهابي وتجفيف منابعه".