تحتضن تطوان من 25 مارس الجاري إلى 1أبريل القادم عرسا سينمائيا متميزا ضمن الدورة 23 لسينما البحر الأبيض المتوسط ، وتشهد المدينة توافد العشرات من رجال ونساء الفن السابع ونقاده من المغرب و.بلدان عربية وأجنبية مختلفة بل وحتى من الصين (باعتبار السينما الصينية ضيف المتوسط)، كما تحضرقناة TV5 الفرنسية كشريك إعلامي للمهرجان ،علاوة على قنوات دولية أخرى. هذا الموعد الفني السنوي والتقليد الراقي الذي يعطي صورة راقية لتطوان في العالم ، يحسب لأعضاء مؤسسة مهرجان تطوان الدولي وعلى رأسها الاستاذ أحمد حسني الذي أبان عن مقدرة فريدة في الصمود في وجه مختلف المثبطات ومواجهة مختلف الاكراهات المادية والمعنوية. وباعتبار أهمية الحدث الفني والثقافي، وخصوصا حضور الإعلام الوطني والدولي،وخوفا من شوهة عالمية على رؤوس الأشهاد (من وزن فضيحة الكراطة السيئة الذكر) ،سارعت السلطة المحلية إلى فك الحصار عن باب سينما اسبانيول والمركز الثقافي المجاور بغية تمكين الممثلين والصحفيين والجمهور من ولوج القاعة بسلام. الملفت للانتباه في هذا الإجراء كونه جاء استجابة لاكراهات خارجية (حضور وسائل إعلام أجنبية وممثلين عرب وأجانب..)،أما الرأي العام المحلي وجمعيات المجتمع المدني الثقافية والاعلامية وغيرها ،التي ما انفكت تلتمس من السلطة المحلية وعلى رأسها والي جهة طنجةتطوانالحسيمة وعامل تطوان بالنيابة السيد محمد اليعقوبي ،فك الحصار عن باب السينما بشكل دائم، أو حتى لسويعات محدودة بمناسبة بعض التظاهرات ، لا تجد آذانا صاغية وتجابه بصمت بارد لا ينم سوى عن عقلية سلطوية مشبعة بالاحتقار والاستكبار. من جهة ثانية، مبادرة السلطة بفك الحصار،رغم كونها لن تتجاوز الفترة الزمنية المحددة لمهرجان السينما، تبين بما لا يدع مجالا للشك أنها متواطئة (لأسباب لا تفصح عنها) في الفوضى الغير الخلاقة للفراشة وفي التدهور بل والتخريب الذي تعرفه المآثر الحضارية التي تزخر بها هاته المدينة التي لا يتذكر المسؤولون عن تدبير شؤونها ( سلطات ومنتخبين على حد سواء) أنها مصنفة من طرف اليونسكو ضمن التراث العالمي سوى في خطبهم الرنانة والجوفاء في آن واحد.