مهزلة و الله تلك التي نشاهد عليها أكبر ساحة مجاورة للقصر الملكي، و من العار أن يمر بها ضيوف الملك وهم محاطون بمجموعة من العربات التي لا تحمل في الحقيقة إلا ماقلّت قيمته، و عيب أن تشنف آذانهم بصراخ الباعة الذين سلسلوا هذه العربات حتى بات الممر أضيق من الصراط على الكفار يوم الحشر. ضجر و عويل و احتجاج من طرف من نشر سلعه بأهم المعالم التاريخية في هذه المدينة، لا هم لهم سوى جني الأرباح، و غير آبهين بالصور التي شوهت بحق ما يعتبر ملكا عموميا لا يسمح لأحد باستغلاله دون غيره. لكن التواطأ بدأ ينكشف، و بوادر الإصلاح تبدو في الأفق، ولعل المبادرات المحتشمة في الآونة الأخيرة تنم عن انتباه لوقف التمادى في التغاضي عن هذه الآفة واستصلاحها. كانت البداية بالأمس من شارع محمد الخامس، وطبيعي أن تكون ردة الفعل بذلك الحجم او أكثر، كما نأمل في أن تصل لساحة الفدان حيث بات من المستحيل حتى على المارة أن يقطعوها في اتجاه المدينة العتيقة. أما عن الشارع المؤدي لباب التوت فلعل جبر ضرره و رفعه منه أصبح حلما صعب المنال و يتوازى مع حلم تحرير فلسطين. ليس في الأمر ما يدعو لقطع الأرزاق بقدر ماهو دعوة حقيقية لضرورة دراسة هذا الملف و وضعه نصب أعين المهتمين بشأن هذه المدينة ، قصد إيجاد حلول مناسبة لأهله، قد تفرض على معظمهم العودة لدكاكينهم و الالتزام بمستحقاتها أوتسهل الأمر لآخرين ممن يرغبون في الاعتماد على التجارة التي أحلها الله بما يرضيه و يرضاه لعباده… طباعة المقال أو إرساله لصديق