تجتاح شوارع المدينة وأزقتها فوضى عارمة، واستغلالا بشعا للملك العمومي. إذ يتحكم الباعة المتجولون في معظم الأماكن التي تعرف حركة ورواجا، ويعرضون سلعهم وبضائعهم ويضايقون التجار الذين يؤدون الضرائب وواجبات الكراء. وبات منظر العربات والباعة المتجولين شبه مألوف على طول الشوارع الرئيسية وبالقرب من الأحياء الشعبية التي حولوها إلى أسواق عشوائية، وما ينجم عن ذلك من عرقلة لحركة السير وصدامات بين السكان المتضررين . أما أصحاب المقاهي فلم يردعهم أي قانون أو قرارات بلدية، إذ تمادوا في استغلال مساحات إضافية على نطاق واسع،ونسوق نموذجا عن ذلك شارع محمد الخامس وشارع علال الفاسي بالقرب من سوق الفلاح. فما هو الحل إذن أمام هذا الظاهرة التي شوهت من جمالية المدينة، وأعادتنا إلى الخلف سنوات. الحل في نظر السيد عمر حجيرة رئيس الجماعة الحضرية لوجدة ، الذي كان يتحدث للزميل حسين بيطاري من خلال برنامجه "الجهة في الواجهة"، " أن ضبط الفوضى واحتلال الملك العمومي بوجدة يحتاج إلى ألف شرطي" . لعل تضخيم هذا الرقم يعود بالأساس إلى تعاظم المشكل وعدد الساحات والأماكن ( المحتلة) من طرف " الفراشة " والباعة المتجولين. فمن الصعب يقول السيد حجيرة التخلص من هذه الظاهرة لأنها متنقلة . وعادة ما تخضع للعبة ( القط والفأر)، فإذا تم تحرير 10 أماكن، تجدهم اكتسحوا ساحات ومناطق أخرى. ويرجع السيد عمر حجيرة انتشار الباعة المتجولين بهذا العدد الهائل ، الى ما أصبح يصطلح عليه بالربيع العربي . ويعتبر رئيس الجماعة أن الوطن يفرض علينا حقوق وواجبات ، « فمدينة وجدة التي صرفنا عليها الملايير ، وشيدنا ساحات وفضاءات وأصبحت مدينة حضارية تضاهي المدن الكبرى.. للأسف يأتي من يشوه جمالها ويحتل ساحاتها» . لذلك يشدد السيد حجيرة على تضافر الجهود بين كافة الفرقاء بالمدينة للحد من هذه الظاهرة المشينة ، فالجماعة الحضرية حسب قوله " لا تملك إلا الشرطة الادارية ، وهي وحدها غير كافية لمواجهة الفوضى العارمة التي تعيشها المدينة ، بالأسواق وأمام المساجد والشوارع وحتى بالساحات العمومية ". فهل تملك الجهات المسؤولة خطة لتحرير الملك العام ؟ وهل تتوفر على بدائل لتجميع هذا العدد الكبير من الباعة المتجولين في أماكن أو أسواق قارة؟