تحولت ساحة المشور السعيد للقصر الملكي بتطوان، خلال هذه الأيام التي تسبق حلول عيد الفطر المبارك، إلى أكبر سوق شعبي عشوائي لم تشهده المدينة من قبل، وسط عجز الجماعة الحضرية، والسلطات المحلية، وامتعاض من طرف السائحين الوافدين على المدينة، بسبب الاكتظاظ الكبير وعرقلة السير في شارع يعتبر محجا رئيسيا لهم خلال زيارتهم للحمامة البيضاء. وأعربت الجماعة الحضرية والسلطات المحلية عن عجزها التام في محاربة الظاهرة، نظرا لتزايد أعداد هؤلاء، وتفاديا لردود فعل غير متوقعة، فيما يستغرب سكان المدينة من عودة المئات من الباعة الجائلين إلى تشويه معالم المشور السعيد، في الوقت الذي يزعم فيه رئيس الجماعة الحضرية أنه مهتم بمعالم المدينة العصرية لتطوان، بعدما تمت المصادقة على إدراج ودراسة مشروع اتفاقية إعادة الاعتبار للنسيج العصري «الانسانشي» لمدينة تطوان، خلال دورة يونيو الاستثنائية، في الوقت الذي تعرف فيه شوارع وسط تطوان، أو ما يطلق عليه «الانسانشي» أبشع صورة وأسوء تشويه لمعالمه الحضارية والجمالية. وتشن سلطات مدينة تطوان، «حملات» لإخلاء ساحة المشور السعيد (الفدان) إلى غاية شارع محمد الخامس من الباعة الجائلين، بعدما أصبح يتعذر على المواطنين السير في الشوارع، نظرا لاحتلال الملك العمومي، سواء من طرف «الفراشة» أو من طرف أصحاب المقاهي، فيما تحاول ولاية تطوان،»إعادة الهيبة» إليها بعد الصمت المريب والتجاهل التام الذي كانت تتعامل به مع الظاهرة التي انطلقت إبان ما وصف ب»الربيع العربي»، رغم تذمر السكان والسياح الأجانب من الأمر، لكنها فسحت المجال مجددا لهذا الاجتياح في غياب وجود وال على ولاية تطوان، بعدما تم تعيين الوالي السابق محمد اليعقوبي، واليا على جهة طنجةتطوان، إذ بقيت هذه الأخيرة، تعاني فراغا إداريا ملحوظا أصبح يؤثر بقوة على مختلف مرافق المدينة. وأشار عدد من التجار إلى أن السلطات المحلية لتطوان لا تقوم بإخلاء ساحة المشور للقصر الملكي بالفدان، إلا بعد إشعارها بقدوم الملك محمد السادس، وهي حملات موسمية فقط، رغم بناء العديد من الأسواق، لإخلاء وسط المدينة من الفراشة. وتعاني مدينة تطوان من هذا الاجتياح، حيث يتوزع الفراشة على مختلف الأمكنة، بل وصلوا إلى غاية مقر القنصلية الإسبانية العامة، ومدخل القصر الملكي، ليصلوا إلى مختلف الأحياء الشعبية وبالقرب من الأسواق الكبري بالمدينة، التي خرج أصحابها في عدة مظاهرات ينددون بالظاهرة لكن دون جدوى. وعبر سكان المدينة عن مدى استنكارهم لغزو شوارعهم، حيث لم يعودوا يستطيعون السير بها، كما أعربوا مرارا عن استغرابهم لعدم تعيين أي وال على المدينة يعيد لها رونقها. ويفرض مشكل الباعة المتجولين نفسه بقوة على مشهد تطوان. فمعظم شوارع وأزقة المدينة عبارة عن أسواق ومراكز عشوائية، إذ لم يعد سكان الحمامة البيضاء يستطيعون التجول فوق الأرٍصفة، بل يضطرون إلى السير وسط الطريق العام المخترقة والمحتلة من طرف عربات متحركة وشبه دكاكين عشوائية.