عرف شارع محمد الخامس صباح يومه الأربعاء، ولا سيما بساحة المشور السعيد، استنفارا أمنيا مكثفا من أجل مواجهة الباعة الجائلين، الذين نصبوا خيامهم لعرض بضائعم وسلعهم من الملابس الجاهزة، ذات الأصل الصيني، بشكل بدت معه شوارع المدينة أشبه بالأسواق الأسبوعية بالجماعات القروية. ولقد حضرت إلى ساحة المشور مختلف الأجهزة الأمنية وعناصر السلطة المحلية، وأفراد من القوات المساعدة، من أجل منع الباعة الجائلين من فرش سلعهم بشارع محمد الخامس، الذين يتسببون في عرقلة مرور السيارات المتجهة صوب القصر الملكي. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الحملة، هي مجرد حركة تسخينية، في أفق منع الباعة الجائلين بصفة نهائية، بعد انصرام شهر رمضان المعظم، من احتلال معظم شوارع وسط المدينة ولا سيما بشارع محمد الخامس وشارع محمد الطريس، وشارع محمد بنحساين، وشارع الجزائر، ومدخل سوق باب النوادر، الذين تحولوا من مجرد عارضين لسلعهم بكيفية مؤقتة، إلى احتلال دائم لهذه الشوارع بواسطة نصب الخيام. ولقد أدى استفحال ظاهرة الباعة الجائلين بمدينة تطوان إلى درجة خطيرة، أصبحوا من خلالها يهيمنون على قطاع التجارة بالمدينة، مما دفع بالتجار المنظمين إلى استنكار هذه الظاهرة التي يتم التغاضي عنها من طرف السلطات المحلية، مما عرض تجارتهم للإفلاس. ويقدر حاليا عدد الباعة الجائلين المنتشرين في مختلف تراب مدينة بتطوان، بأزيد من 20 ألف بائع، فيما لا يتعدى عدد التجار المنظمين 15 ألف تاجر، وقد كانت السلطات المحلية والمنتخبة قد انتهجت سياسة احتواء الباعة الجائلين عن طريق خلق أسواق تجارية متعددة وتوزيعها دكاكينها عليهم، إلا أن هذه المقاربة أبانت عن فشلها الذريع، فهل تكون المقاربة الأمنية هي الحل الأخير الذي ستلجأ إليه السلطات المحلية لتحرير الممتلكات العمومية من احتلال الباعة الجائلين؟.