ما زالت شوارع مدينة تطوان تعجّ بالباعة المتجولين، رغم إعلان الجماعة الحضرية لتطوان إخلاءَها منهم بعد منح المئات محلات تجارية في سوق الإمام مالك، الذي ما زال يعرف جدلا كبيرا، لاسيما بعد كسر محلات أصحابها ومنحها للباعة الجائلين. وأصدرت سبع جمعيات تجارية في تطوان بيانا تندّد فيه بما وصفته ب»تقاعس الجماعة الحضرية لتطوان من أجل الانخراط في حل هذا المشكل الاجتماعي». كما سجّل البيان ذاته «تورّط الجماعة في منح المحلات التجارية في سوق الإمام مالك قبل استكمال اللائحة النهائية من المستفيدين من الباعة الجائلين»، الأمر الذي جعلها توقع على قرارات متناقضة أدّت -وفق بلاغ الجمعيات التجارية ذاتِه- إلى نشوب صراعات بين العديد من الأشخاص الذين يدّعون أحقيتهم في استغلال المحل التجاري نفسِه.. وقال هؤلاء التجار، في بيانهم، إن «اختيار السلطات المحلية سوق الإمام مالك كان اختيارا موفقا، باعتباره سوقا تم بناؤه من أجل إعادة إيواء الباعة الجائلين، وليس مجالا للريع الاقتصادي واستغلاله في الحملات الانتخابية»، معتبرا في الوقت نفسه أن الخطوة التي قامت بها السلطات المحلية يجب أن تتلوها خطوات أخرى، من أجل إيجاد بدائل لباقي الباعة الجائلين، لاسيما على مستوى إعادة إيوائهم في المحلات التجارية المغلقة التابعة للأسواق الجماعية، داعيا في السياق نفسِه السلطات المحلية إلى تخصيص أسواق متنقلة في تراب الجماعة الحضرية لتطوان، تخصَّص لفائدة الباعة الجائلين. ويؤكد التجار القانونيون معاناتهم من استفحال ظاهرة الباعة الجائلين، الذين أصبحوا هم الأغلبية السائدة من التجار، دون أن تحرّك السلطات أو غرفة التجارة والصناعة والخدمات ساكنا من أجل «محاربتهم»، في غياب أي بديل قانونيّ، أو تشييد أسواق يستفيد منها مُستحقوها، حيث يتوزّعون على مختلف الأمكنة والأحياء الشعبية، وبالقرب من الأسواق الكبري في المدينة، التي خرج أصحابها في عدة مظاهرات مندّدين بخساراتهم المالية الكبيرة في تجارتهم القانونية. كما تعبّر ساكنة المدينة عن استنكارها الشديد «غزوَ» شوارعها الرئيسية، حيث لم يعودوا يستطيعون السير فيها. كما يستغربون «تجاهُل» والي المدينة هذه المعضلة، حيث يعيش المواطنون في «جحيم» بسبب ما يخلفه الباعة الجائلون من إزعاج واحتلال للملك العامّ. وقرر شباب المدينة إحداث عدة صفحات إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي «ضدّا على الباعة المتجولين في شوارع تطوان»، كما يلقون فيها باللائمة على الجماعة الحضرية لتطوان، فيمّا تُحمّل هذه الأخيرة المسؤولية للسّلطة. وقام بالأمر ذاتِه تجار سوق «الباريو» قبل أيام، بعدما خاضوا وقفة احتجاجية أمام مقر مقاطعة «مولاي المهدي» في تطوان، احتجاجا على «الفْرّاشة»، الذين يحتلّون واجهات المحلات التجارية والطريق العمومي، مشيرين إلى أن شارع عبد الكريم الخطابي يعرف اختناقا شديدا نظرا إلى احتلال المئات من هؤلاء الشارعَ العامّ والأرصفة، حيث يَعْرضون سلعهم للبيع، بما فيها الأسماك، أمام أنظار السّلطات الوصية.