توصل موقع "تطوان نيوز" ببيان من طرف جمعيتين تمثلان قطاع التجارة والعاملين بها بمدينة تطوان، وهذا ما جاء فيه: بمناسبة حلول الشهر الفضيل رمضان المبارك، شهر التوبة والغفران، تتشرف جمعية تجار المدينة العتيقة بتطوان وجمعية تجار مدينة تطوان، بأن تتوجها إلى كافة العاملين بقطاع التجارة بتطوان، لكي تبارك لهم حلول هذا الشهر المعظم. وإنها لمناسبة كذلك لكي تعبر الجمعيتان عن ما أصبح يعرفه قطاع التجارة المنظمة بمدينة تطوان من محاصرة شديدة من طرف العاملين بها في إطار غير مهيكل من الباعة الجائلين، الذين أصبحت أعدادهم تتزايد يوما بعد يوما بفعل تفاقم البطالة، مما أصبح معه قطاع التجارة مهددا بالشلل التام بين الفينة والأخرى، خاصة مع بوادر التأثيرات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية على اقتصادنا الوطني. وعلى الرغم من المبادرات المحتشمة التي قامت بها سلطات ولاية تطوان من أجل إخلاء بعض الشوارع من الباعة المتجولين، ولا سيما بشارع محمد الخامس، والتي تزامنت مع الزيارة الميمونة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى مدينتنا، فإنها تبقى مبادرات خجولة، ولا ترقى إلى مستوى المعالجة الجذرية لهذه الظاهرة، بقدر ما تسعى إلى تجميل المحاور الرئيسية للمدينة أثناء الزيارة الملكية، ولا أدل على ذلك، جنوح هؤلاء الباعة الجائلين إلى الشوارع الموازية، مثل: الجزائر، ولي العهد، قرب مسجد الحسن الثاني، محمد الطريس، الطريق المؤدية إلى سوق باب النوادر، وأزقة وأبواب المدينة العتيقة... ولقد انعكس ذلك سلبا على الوضعية الاقتصادية لتجار مدينة تطوان الذين أصبحوا غير قادرين على مواجهات المصاريف والمتطلبات اليومية، فبالأحرى أن يحققوا أرباحا أصبحت شبه منعدمة أمام المنافسة غير الشريفة للباعة الجائلين. ومما زاد الطين بلة، هو اندساس مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق إلى جانب الباعة المتجولين، والذين أصبحوا يروعون المواطنين الذين اعتادوا التسوق من المدينة العتيقة، ولا سيما بعد نبأ مقتل شاب في مقتبل العمر من طرف أحد اللصوص الذي طعنه بالسكين بعدما رفض إعطاءه ما يملكه من نقود. وفي نفس السياق نسجل من جانب آخر، تهاون الجماعة الحضرية لتطوان في الإسراع بإيجاد حلول لاستيعاب الباعة الجائلين، والمساهمة في إخلاء الملك العام، عن طريق تنزيل مقتضيات المخطط الجماعي للتنمية الذي ينص على بناء أسواق نموذجية للقضاء على هذه الظاهرة. ومن جهة أخرى، نسجل غياب روح المسؤولية التي يتحلى بها مسيرو غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية تطوان، من حيث التقاعس في الدفاع عن التجار من جراء التهديدات التي يمثلها لهم قطاع التجارة غير المهيكل، واكتفاءهم بتنظيم الرحلات الترفيهية لفائدة أعضائها، والمساهمة في تنظيم المعارض، الشيء الذي يدل على أن مطالب التجار في واد، وسياسة غرفة التجارة والصناعة في واد آخر. وبناء على ذلك ندعو الجهات الوصية على هذا القطاع من سلطات محلية ومنتخبة، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لتحمل مسؤولياتها لحماية التاجر المنظم من الحصار المفروض عليه من طرف الباعة المتجولين، ونخبر جميع التجار أننا في حالة التمادي في هذا الوضع غير المسؤول، فإننا سنقوم بجميع أشكال الاحتجاج التي يسمح بها القانون، من أجل ضمان مزاولة التاجر لأنشطته في ظروف طبيعية. وفي الأخير نغتنم هذه الفرصة لكي نجدد لصاحب الجلالة مولانا أمير المؤمنين أصدق آيات الولاء والإخلاص والتشبث بأهداب العرش العلوي المجيد، وذلك بمناسبة حلول ذكرى عيد العرش المجيد، سائلين الله عز وجل أن يجعل عهد جلالته، عنوان خير ويمن على الشعب المغربي الوفي.