نظمت جمعية "درر للتنمية والثقافة" نشاطها الاول بتطوان مساء السبت 23 يناير 2016 تحت عنوان "الفكر في مواجهة التطرف".في البداية ،التمست رئيسة الجمعية نجلاء الوزاني من الحضور تلاوة الفاتحة على روح المصورة والمبدعة المغربية التي ذهبت ضحية الاعتداء الارهابي الشنيع ب…،ثم أعطت لمحة موجزة عن الجمعية التي تروم" الرفع بالذوق الجمالي و الفنّي، و البحث و التنقيب عن جواهر الفكر الإنساني و نفائس الثقافة و الفن، كذلك الإجابة عن أسئلة تتماشى و المتغيّرات التي يعرفها المغرب على اعتبار أن الفعل الثقافي ركيزة أساسية للتنمية" . الباحث في قضايا الاصلاح الديني المفكر سعيد ناشيد ،أوضح أن "هناك خطاب لا يحرض مباشرة على ارتكاب العنف ،لكن يتم ترديده ويشحن عقول الشباب مما يوفرتربة خصبة للتشدد،ويمكن حصره في خمس مسلمات رئيسة أولها كون الحياة صراع تناحري بين الحق والباطل ،بينما السياسة تعني النسبية ،المساومة ،التوافق ،مما يؤدي الى نشوء أجواء احترابية ." وأضاف المفكر سعيد ناشيد " لهاته المسلمة خلفيات في الموروث الفقهي التي نقسم العالم الى دار الاسلام ودار الحرب ،وتجعل احدى المهام الرئيسة للخليفة الجهاد وحماية الثغور.وجاء خطاب الاسلام السياسي ليطور ذلك الموروث واضعا اياه خارج سياقه التاريخي ،وجعل المسلمين في وضعية قتالية كما تشير لذلك بوضوح أدبيات هذا الاتجاه كما هو الشأن بالنسبة ل"الفريضة الغائبة" و"ادارة التوحش"على سبيل المثال لا الحصر."أما المسلمة الثانية يضيف سعيد ناشيد تجعل الخطاب الديني لا يمكن ان يستمر دون سلطة قاهرة،مما يهدد وجود مشروع بناء دولة مدنية ودولة المؤسسات ،باعتبار أن الوظيفة الثانية للحاكم هي اقامة الحدود التي يمثل حد الردة سقفها.ولما برزت حركات الاسلام السياسي قام مؤسسوها ومنظروها كالمودودي وسيد قطب بإضافة مقولة أن من لا يؤمن بالشريعة ،وبكون المجتمع الذي لا يطبق الشريعة يتعين محاربته .المسلمة الثالثة تتمثل في الاخوة على أساس الدين بحيث على هذا الاساس يعتبرالمسلم المصري أن المسلم في كازاخستان أقرب اليه من المصري القبطي الذي يعيش بجواره"، وهو طرح يضيف المحاضر" يقسم المجتمع على أساس الدين ثم على أساس المذهب وصولا الى الفرقة الناجية" .المسلمة الرابعة يضيف المحاضر،"تتمثل في شعار"الاسلام هو الحل"و"الدين يحل كل المشاكل" وهوما يسمى بالاستعمال السحري للدين ،ويقود الى سبات العقل" .أما المسلمة الخامسة والأخيرة حسب المحاضر فتتلخص في كون "مشروعية الدولة لا يمكن أن تقوم إلا على الدين ،الامر الذي قد يؤدي الى نشوء فتن ،لان توظيف الدين في السياسة يؤدي الى المشاكل باعتبار أن النص القراني حمال أوجه ،كما الدول التي نشأت في العالم الاسلامي كانت قائمة على العصبية وليس الدين." التدخلات الاخرى كانت من نصيب الباحثة السوسيولوجية الدكتورة فوزية برج التي تمحورت مداخلتها حول سؤال الهوية والتعصب ،واعتبرت ان "التطرف هو الاتجاه والسعي نحو امتلاك الحقيقة ،والذي يجعل من المخالفين في الرأي او العقيدة لا قيمة له،وأضافت الدكتورة فوزية البرج "لا توجد هناك هوية واحدة ،لانه لا يوجد داخل الفرد انتماء واحد،من هنا فان الهوية المتأسسة على الدين يمكن أن تكون قنبلة ..فنحن نعيش في مجتمع اسلامي لكننا مختلفون في مواقفنا ،والتعصب لا يعني سوى العودة الى بقايا بدائية". الدكتور عبد الغني السلماني ناقش في معرض تدخله قيمة الفكر الحديث والمعاصر في خلخلة الفكر التقليدي، وأنماط التفكير المهيمنة فيه وعليه مؤكدا أن ذلك لا يعني" دعم اتجاه فلسفي بعينه، إنما غايتنا إعادة الاعتبار للقيم الفكرية الكبرى التي لا يمكن فصلها عن تاريخ إنتاج الفكر، وتنشيط إرادة الاجتهاد والإبداع المدعومة بمبدأ التحليل والنقد". في الختام فتح باب النقاش حيت تباينت وتنوعت التدخلات والاسئلة المطروحة للنقاش من قبيل المناهج المتبعة في تدريس مادة التربية الاسلامية ،ومدى مسؤولية الغرب في خلق الحركات المتطرفة الدموية في العالم العربي،ووكذا حدود وقواعد الاجتهاد…الخ