نعود للتشديد على ضرورة احترام تقاليد و عادات هذه المدينة، و منشآتها التي تأخد من جيوب ساكنتها العديد من الضرائب كي تصان و تنظف، لذلك يجدها الزوار في أبهى حلة و كما عهدوها… فهؤلاء الذين يدعون ترويج اقتصاد هذه المدينة خرقوا المعادلة، و أكدوا اليوم في منظر مشمئز على انهم لا يعرفون حتى معنى النافورة او ما نطلق عليه ب"الخاصة". هذه المعلمة التي تعني لنا الكثير لارتباطها بماضينا المتحضر و حاضرنا المتقهقر، و مستقبلنا المتغيم… أجل ما شاهدته اليوم و في الأيام المنصرمة يندى له الجبين، حيث اتخذ بعض الزوار و أطفالهم من حدائق هذه النافورة مرتعا لهم، و كأن الدنيا قد ضاقت بهم على قدر تعدد الحدائق بهذه المدينة، ليصعدوا فوق شبر نظيف مخضر وجميل، جعله على شكله هذا أبرع فنانوا البستنة، وطبعوه بشكل مختلف، مميزينه عن باقي المعالم بشكله المألوف لأنظار ساكنة تطوان و زوارها. غير ان الأمر قد تغير و أصبحت هذه النافورة التي نشهد لها جميعا بماض جميل تراقصت المياه وسطها في أوجها على نغمات الموسيقى المنبعثة منها، و قد فقدت هذه الميزة لما أصابها من أعطاب و لعجز إصلاحها، و مع ذلك فنحن قنوعين بما هي عليه رغم كل هذا، و لا نريد إلا ان تظل رمز جمالية شارع محمد الخامس أو ما نطلق عليه " إنسانشي" حيث أن الفرحة بأعيادنا تقترن دائما بأخذ الصور بجنباتها و ليس فوقها، و قد كان الحارس الرسمي لها بالمرصاد للأطفال المشاغبين الذين فعل الراشدون اليوم ما كانوا يفعلونه القاصرون من قبل. طالبت بإزالة السياج الذي وضع على هذه النافورة من قبل و أفقدها جمالها حتى باتت حبيسة سجن مضيء و اليوم أطالب بإعادته و إلصاق تيارات كهربائية به تحول وصعود كل من لا يعرف معنى الجمال و التاريخ و التحضر و كل ما هو مميز…