أسوأ ما يمكن أن نغضب به طفلا صغيرا هو أن نعده بشيء ونعجز عن تحقيقه. هذا ما حصل لمجموعة من العائلات البيضاوية، التي حملت أبناءها، يوم عيد الفطر، إلى حديقة ياسمينة، إلا أنها صُدمت بوجود أبواب هذه الأخيرة مقفلة..ولم تقف الصدمة عند هذا الحد، بل استمر الإغلاق طيلة يومي السبت وأحد المواليين للعيد. كانت علامات الحزن واضحة على محيا الصغار والكبار، على السواء، ولم يكن هناك، وراء أسوار الحديقة الشاسعة، من يجيب عن أسئلة الآباء والأمهات بخصوص إقفال هذا الفضاء الترفيهي يوم العيد. "لقد وأدوا فرحة الأطفال في يوم عيدهم"، تقول أم كانت ترافق توأمين لا يتجاوز عمرهما خمس سنوات. لم تكن هناك أي يافطة تشير إلى أسباب الإغلاق، لذلك تجمع الناس بالمئات أمام باب الحديقة، أملا في أن تفتح في أي لحظة، لكن الذي حصل هو حدوث فوضى على طول شارع مولاي يوسف، الذي يؤوي قنصليات عدد من الدول الأجنبية، منها الأمريكية والاسبانية، وزاد من حدة هذه الفوضى توافد عشرات السيارات والطاكسيات على عين المكان، في غياب شبه تام لشرطة المرور. زوار الحديقة، الذين صدموا بإغلاق أبوابها لمدة ثلاثة أيام متتالية، كانوا يتحدرون، حسب ترقيم سياراتهم، من مناطق مختلفة من الدارالبيضاء، من حي البرنوصي، وسيدي عثمان، وسيدي مومن، والتشارك، والحي المحمدي... ما يعني أن أغلب أحياء الدارالبيضاء لا تتوفر على حدائق ترفيهية خاصة بها تخفف الضغط على الفضاءات العائلية، التي تكاد تتمركز في المناطق الراقية بالمدينة أو في ضواحيها. خواطر الأطفال المكسرة لم تنته عند حديقة ياسمينة المغلقة، بل استمرت حتى حدود "نافورة لحمام" الشهيرة، المقابلة لمقر مجلس المدينة، إذ لم يتأت للأطفال الاستمتاع برؤية ماء النافورة وهو يتراقص بالألوان على إيقاع الموسيقى، لأن المصورين هناك احتلوا جنبات النافورة، بوضع حواجز حديدية وأخرى بلاستيكية، بهدف احتكارها واستغلالها في أخذ صور للزائرين مقابل أثمنة باهظة.. الأكيد أنه وسط هؤلاء الأطفال، الذين تكسرت فرحتهم أمام أبواب حديقة ياسمنة المغلقة، وأمام نافورة الحمام "المحتجزة"، لم يكن يوجد حفدة محمد ساجد، عمدة مدينة الدارالبيضاء!!