أثار قرار إغلاق شركتي توزيع الأدوية بالعاصمة الرباط، يوم عيد الفطر، تخوفا في صفوف عدد من الصيادلة خشية نفاد مخزون بعض الأدوية، خاصة تلك التي لها صبغة استعجالية والتي قد يتسبب غيابها في تدهور الوضعية الصحية للمرضى أو ظهور أعراض صحية جانبية عليهم. وأكد رئيس نقابة صيادلة جهة الرباط أنه يستحيل على الصيدلي أن يتكهن بكميات الأدوية التي يمكن أن تكون محط طلب من قبل المرضى بنسبة مائة في المائة، اعتبارا لأن الأخير يطلب كمية من الأدوية من شركات التوزيع بشكل تخميني فقط، حيث لا يمكنه أن يتكهن من تلقاء نفسه بعدد الطلبات التي ستكون حول دواء معين دون غيره، وهو ما يمكن أن يطرح مشكلا، خاصة أن بعض المرضى لا يتفهمون عدم توفر صيدلية على الأدوية علما أن عملها ينحصر في توفيرها، وهو ما يمكن أن يزيد من حدة المشكل. وأضاف المصدر نفسه أنه حتى الأمراض التي يمكن أن تكون في مثل هذه المناسبات، والتي يمكن على أساسها أن يوفر الصيدلي حاجياته منها، من المستحيل عليه أن يحددها, لأن أي شخص معرض للإصابة أو لمرض مفاجئ أو لأزمة صحية غير مألوفة في أي مكان أو زمان، كما أن المريض نفسه لا يمكن له أن يأخذ احتياطاته هنا لأنه، حتى وإن كان يتوقع المرض، لا يمكن أن يعلم طبيعة الأدوية التي سيصفها الطبيب المعالج. وأكد بعض الصيادلة من العاصمة الرباط أنهم بحكم طبيعة عملهم يتوقعون الأسوأ، إذ من الوارد جدا ألا تتوفر كل صيدليات الديمومة على دواء بعينه أو أنه نفد لديها، وهو ما جعلهم يعتبرون أن القرار الذي اتخذته شركتا توزيع الأدوية بالرباط بخصوص إجماعهما حول الإغلاق يوم العيد ليس قرارا «صائبا» إلى حد كبير، لأن الأمر يتعلق بالصحة العمومية وليس بشيء آخر يمكن أن يحتمل الإهمال. وأكد مصدر من إحدى شركتي الأدوية أن ما جاء على لسان هؤلاء الصيادلة لا يخلو من مغالاة لأنه من العادي جدا، بل من حق موظفي شركتي الأدوية أن يتخذوا يم عيد الفطر عطلة لهم، ولا ضرر سيترتب عن هذا القرار، لأن عمل الشركتين يكون مضاعفا قبل حلول مناسبة العيد لتزويد الصيدليات بجميع طلبات الأدوية. وأضاف المصدر نفسه أن الصيدلي لا يمكن أن يجعل من شركتي توزيع الأدوية الشماعة التي يعلق عليها أخطاءه، بل يجب أن يتحمل مسؤوليته بهذا الخصوص، ومن الأفضل أن يستعد لأي طلب متزايد على أحد الأدوية، وربما يسهل عليه ذلك إلى حد كبير بحكم التجربة، لأنه في مناسبات دينية مثل عيد الفطر تعرف «نسبيا» الأمراض التي تنتشر بين المواطنين، ورغم أن هذا الأمر يبقى «غير مطلق» إلا أنه من المستبعد أن يشكل إغلاق شركتي الأدوية يوم عيد الفطر «خطرا» على صحة المرضى، كما أكد هؤلاء الصيادلة.