صور: مصطفى آل خليفة تعرف مقاطع شارع محمد الخامس مجموعة من الإصلاحات الجدرية لجميع الأرصفة بحيث يتعذر على المارة بشكل تام التجول فيها مع تسابق أصحاب المفارش الذين لا يجدون عائقا في نشر ما يبيعون حتى فوق الوحل و التراب. أصبح الشارع و كأنه ورشة للتكوين المهني الخاص بالبناء بحيث لم يتم لحد الآن "إبداع الشكل النهائي" الذي يلائم هذا الشارع . كل الإصلاحات السابقة على ما يبدو لم تكن مناسبة له، و عليه وجب على المسؤولين إعادة صياغته كلما أحسوا بأنه بالإمكان إضافة لمسة معينة وجذابة لشوارع هذه المدينة ، حتى بدأ يخالنا الشك بأن هذه الإصلاحات لامنتهية مما يفتح المجال أمامنا لطرح مجموعة من الأسئلة أهمها: هل نحن بحق في حاجة لتبذير كل هذه الأموال كلما تغير فيها مسيروا هذه المدينة فيبرزوا بأن سابقيهم لم يكونوا في مستوى الإبداع المطلوب؟ أم هي طريقة لإبراز مجهوداتهم و تبرير مصاريف قد نكون في غنى عنها في ظل الأزمة الخانقة التي نعيشها و نحاول تجاهلها؟ولربما إيجاد حل لمن يفترش هذا الشارع بسلع رديئة أولى من إعادة تبليطه من حين لآخر. أصحاب المقاهي تخلوا عن احتلال الأرصفة بكراسيهم و حرموا" المبليين" من تقفي آثارالمارة في الذهاب و الإياب وبهذا يؤكدون أنه بالإمكان ترك هذه الأرصفة متى شاؤوا لمن تخلوا عن المرور بهذا الشارع بسبب الخجل الذي يسيطر عليهم إذا اضطروا لذلك و يجدون حرجا في التجول فيه، و يا حسرة على أيام" إنسانشي"… ما يثير الاستغراب أكثر هو تساؤلنا عن أعداد هذه المصاريف والتي قد لا تتطلع للمستوى المنشود لأنه سبق لنا أن تخيلنا شارع 10 ماي في أبهى حلة قبل أن يكشف على شكله النهائي لنجده حلبة للتزحلق اللاإرادي لمجموعة من المواطنين الغير رياضيين بإصابات متشابهة في أغلب الحالات.و مع ذلك تم إيجاد الأعذار للمقاول الذي جلب الرخام الرديء ، و "ما كاينشي اللي قالوا شكادعمل؟" لننتظر جميعا مفاجئة الشارع لهذه المرة، " الله يسمعنا خبر خير…."