الاخطاء الفادحة التي ترتكب ويذهب ضحيتها المواطنون البسطاء يشكل شهر مارس من كل سنة عند شريحة كبيرة من هدا الشعب ، كابوسا يدخل الرعب الى نفوسهم لأنه الفرصة الاخيرة للتصريح بدخلهم لسنة كاملة سواء كانوا تجارا صغارا او مستخدمون .. حيث تشهد مكاتب فروع مندوبية الضرائب التابعة لوزارة المالية اقبالا كبيرا من طرف هده الفئات من المصرحين ودلك خوفا من عقاب الدولة التي لا تتوانى عن فرض دعائر خاصة لعدم التصريح في الآجال المحددة بدلك واخرها 31 مارس من كل سنة … ترى الاسى يعلوا جميع الوجوه لعدم الرضا من ناحية وقلة الحيلة من ناحية اخرى ، فلا مفر من التصريح والاداء خاصة حين يرى المواطن ان الدولة لا تمنحه أي شيء بالمقابل ، وحين اعلنت انسحابها وبشكل كامل من هموم ومشاكل المواطن البسيط الدي لا يملك غير دخله الشهري ، فلا يجد طبيبا حين يمرض ولا مدرسة في مستوى طموحه لتعليم ابنائه ولا مسكنا لائقا يستر عائلته اضافة الى الغلاء الفاحش الدي يضرب اطنابه ويحطم قدرته الشرائية ، فالغضب المكتوم ملاذه للتعبير عن رفضه لهدا الظلم الكبير الدي يمسه في قوته اليومي ومصدر عيش اسرته .. ان ما يميز نظامنا الضريبي بالإضافة الى اجحافه ارتفاع نسبه وتنوعه ، هو حرص المسؤولين على تطبيق المساطير الجزرية مهما كانت قاسية وغير مقبولة في حق كل من سولت له نفسه ، حيث يعتبر التأخير سواء عن التصريح او الاداء جريمة تستحق العقاب ، بفرض غرامات مالية مبالغ فيها بشكل كبير .. وفي دولة مثل بلدنا فالقانون دائما يطبق على الضعفاء في حين تمنح للآخرين امتيازات ضريبية اما بالإعفاء او بعدم المحاسبة عند ثبوت تحايله وعدم شفافية تصريحاته ، هدا ناهيك عن الاخطاء الفادحة التي ترتكب ويذهب ضحيتها المواطنون البسطاء . متى يراجع مسؤولونا حساباتهم ويفهمون ان نضامهم الجبائي يتطلب اكثر من مراجعة واعادة النظر لكونه غير عادل ويهدد استقرار مجتمع بكامله ويضرب في العمق ازمة اجتماعية تزداد استفحالا يوما بعد يوم … سعيد المهيني