تراجعت الجرائد الحزبية بشكل كبير أمام الجرائد المستقلة , فبعدما كانت الجرائد الحزبية في السبعينات و أوائل الثمانينات تستأثر باهتمام القارئ خصوصا جريدة المحرر و بعدها الإتحاد الإشتراكي و جريدة العلم و جريدة أنوال لسان حال منظمة العمل الديمقراطي الشعبي.. وذكرت هذه الجرائد عن قصد لإرتباطها التاريخي بقضايا المواطن و هذا راجع للدور الذي كانت تقوم به الأحزاب المشرفة على هذه الجرائد في تأطير المواطن , نراها تتراجع للأسف تاركة المجال للجرائد المستقلة و لاحقا للجرائد الإلكترونية . و السبب ليس تميز الجرائد المستقلة و المحلية و الجرائد الإلكترونية التي سنعود إليها فيما بعد ,السبب هو أن هذه الجرائد تركت تواصلها مع المواطن لتتحول لجرائد لسان حال أحزابها مهاجمة لأعدائها فإذا استثنينا جريدة أنوال التي "انقرضت " الجرائد الأخرى تحولت إلى جرائد تكثر من مدح قادتها و تكثر من نشر منجزات مستشاريها حسب مناطق نفوذهم و الهجوم و نقد" أعدائها" السياسيين و نشرها لأخبار دولية و رياضية بعد تقادمها , مما جعل القراء ينفرون منها و حتى مناضلوا أحزابها بدؤوا يجيدون ضالتهم في الجرائد المستقلة و المواقع الإلكترونية, فحسب دراسة غير رسمية فإن توزيع الصحف لا يتعدى 15 نسخة لكل ألف شخص و يعتبر هذا الرقم أضعف رقم عربي ( لم تأخذ الدراسة ظاهرة كراء الجرائد و جرائد المقاهي) و يصل عدد قراء الصحف اليومية إلى 350 ألف قارئ وهنا نبقى بعيدون كل البعد مقارنة مع مصر التي تبيع أكثر من 76 مليون نسخة من جريدة الأخبار أو الأهرام و يعزوا بعد المحللين العزوف عن قراءة الجرائد في المغرب لنسبة الأمية و للأسباب التي ذكرناها سابقا , لكن ما يلاحظ مؤخرا ظهور جرائد إلكترونية جريئة تنقل الخبر بسرعة وهي غير مكلفة بمعنى أنها مجانية . عالمية: يمكنك أن تقرؤها في كل أنحاء العالم فمثلا جريدة تطوان نيوز تقرؤ في إسبانيا بشكل كبيرخصوصا من طرف التطوانيين و حتى في الولاية المتحدة ولا ننسى الثورة الإعلامية الإلكترونية العالمية و التي إستفاد منها المغرب بشكل كبير حيث تم فتح المجال للكل أن يعبر عن رأيه عبر المواقع الإجتماعية" كالفيسبوك" و" تويتر" ألخ و لم يبقى الإعلام حكر على مجموعة قليلة, و كذلك سعر كلفة الإتصال بالأنترنيت التي عرفة إنخاضا بفعل المنافسة و لا يفوتنا كذلك إنخفاض أسعار الحواسب بولوج الصين هذا السوق كل هذه الاسباب و أخرى جعلت الخبر في متناول الجميع سواء في مقر العمل أو في البيت و حتى في المقاهي , غير أن الجرائد المستقلة حافظت على نسبة كبيرة من القراء لستقلاليتها و جرأتها وتعاطيها للمواضيع "الشيقة و المثيرة " و تأتي على رأسها جريدة المساء التي تحقق أكبر المبيعات في المغرب وما يعيب الجرائد المستقلة إعتمادها الكبير على الإشهار لتغطي مصاريفها لأن دعم الدولة غير كافي' و في بعض الأحيان منعدم. وزير الإعلا م السابق و رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية سابقا السيد محمد العربي المساري يعزو ضعف القراءة في المغرب لسببين الأول ضعف القدرة الشرائية عند المواطن , و السبب الثاني ولوج التلفزيون البيوت المغربية و معه القنوات الفضائية . تبقى الإشارة أن الجرائد الإلكترونية و هي المستقبل بات ضروريا تنظيمها و تقنينها لأنها ذاهبت لا محالة في تعويض الجرائد الورقية و الإقبال عليها أصبح كبيرا .