بعد أن كانت الجرائد الحزبية "دينامو" الحقل الإعلامي في المغرب، أفل نجمها منذ نهاية السبعينيات، وأخذت تحاول تلمس طريق يخرجها من نفق الركود. توقفت جريدة "اليسار الاشتراكي" عند الصدور، منذ أزيد من سنة، وقبلها توقفت جريدة "الميثاق"، وحين وقع الخلاف داخل منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وجد رفاق محمد بنسعيد صعوبة في مواصلة امتلاك جريدة "أنوال"، لأنها كانت في اسم محمد عواد، وليس في اسم التنظيم الذي يصدرها، وحين توفي علي يعتة وجد رفاق إسماعيل العلوي أنفسهم أمام، وضعية قانونية لا يحسدون عليها، فجريدتا "البيان" باللغتين الفرنسية والعربية، كانت في اسم زعيم حزب التقدم والاشتراكية. هذه التجارب، فرضت على الجرائد الحزبية التحول من جرائد تحمل مستنداتها القانونية أسماء زعماء أحزابها أو بعض مناضليها، إلى جرائد تصدر عن مقاولات إعلامية. هذا المسار فرضه برنامج تحديث المقاولة الصحفية، الذي أطلقته الحكومة المغربية، والذي خصص دعما عموميا مباشرا للمقاولات الصحفية. تأهيل جريدة الاتحاد الاشتراكي، وجريدتي البيان وبيان اليوم، الذي ينهجه المشرفون عليها اليوم، يطرح آفاق الإعلام الحزبي، وضرورة فك الارتباط العضوي بين الجريدة والحزب، وقضايا أخرى، يتحدث عنها عبد الحميد جماهري، مدير تحرير الاتحاد الاشتراكي، محتات الرقاص مدير نشر جريدة بيان اليوم.