نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سعودي، اليوم السبت، قوله إن اختيار الضابط السعودي ماهر المطرب لعملية التفاوض مع الصحفي جمال خاشقجي للعودة إلى أرض الوطن، كان بسبب عمله معه في لندن. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى المطرب كأحد المشتبه بهم بعملية مقتل خاشقجي، وقالت إنه كان دبلوماسيا في السفارة السعودية بلندن عام 2007، بحسب ما ورد في الكراسة الدبلوماسية البريطانية. كما إنه كان يرافق ولي العهد محمد بن سلمان في سفراته، ربما كحارس شخصي. وبحسب الصحيفة، رافق المطرب ولي العهد خلال زياراته للولايات المتحدة، في مارس 2018، ولمدريد وباريس في أبريل 2018. من جهتها، كشفت شبكة "بي بي سي" تفاصيل مثيرة عن ماهر المطرب، باعتباره أحد أعضاء الفريق المكون من 15 سعوديا والمشتبه بدخولهم وخروجهم من إسطنبول يوم اختفاء الصحفي السعودي. ونقلت عن مدرب أوروبي درب المطرب على القرصنة التكنولوجية قوله إنه قُدم إليه بصفته "عميلا في الاستخبارات الأمنية". صورة تظهر مطرب صحبة ولي العهد السعودي وقال المدرب:"إن التدريب شمل عدة مواضيع مثل إصابة أجهزة كمبيوتر الشخصيات المستهدفة بفيروسات لغرض التجسس والحصول على معلومات عن تلك الشخصيات، وهذه المعلومات تشمل كل شيء عنها، من تحديد أماكنها ومعرفة محادثاتها عبر التنصت من خلال ميكروفون الجهاز نفسه، وكشف صورها وملفاتها وبريدها الإلكتروني وشبكة اتصالاتها، وكل شيء متعلق بها". وأضاف أن: "المطرب قضى أسبوعين عام 2011 يتلقى التدريب حول استخدام التكنولوجيا التي توفرها شركته للحكومة السعودية حتى تستطيع تنفيذ هجمات على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بمواطنيها".
وأشار المدرب إلى أن المطرب كان خلال التدريب الذي جرى في مجمع عسكري بضواحي الرياض "يأتي ويذهب، وكنا نطلق عليه "الوجه المظلم" لأنه كان دائم العبوس، لقد كان يلتزم الصمت دائما". ومضى يقول: "إنه لم يكن بارعا في الجانب الفني. فقد قُسم الفريق إلى مجموعة أولئك الذين يقومون بعمليات الاستخبارات بأنفسهم وتشمل هذه الحالة أجهزة مثل الكاميرات والميكروفونات، ومجموعة أخرى كانت تقوم بالرصد الرقمي، وأعتقد أن ذلك الشخص كان ينتمي للمجموعة الأولى أكثر من الثانية". وكانت صحيفة "صباح" التركية قد نشرت صورا للضابط السعودي ماهر المطرب، وهو عقيد في المخابرات، توضح خط سيره منذ وصوله إلى إسطنبول (صباح الثاني من أكتوبر وهو اليوم الموافق ليوم اختفاء خاشقجي) وحتى مغادرته إلى القاهرة. وظهر مطرب في أماكن مختلفة بداية من ظهوره أمام مقر القنصلية السعودية وتبعه 3 رجال، وتواجد المطرب في محيط القنصلية في الساعة 9:55 صباحا، أي قبل دخول خاشقجي للقنصلية بحوالي ساعتين. وتظهر الصورة الثانية المطرب أمام منزل القنصل السعودي الساعة 16:53 من ذات اليوم، فيما يظهر في الصورة الثالثة الساعة 17:15 في الفندق الذي نزل فيه بمنطقة ليفنت بإسطنبول ومعه حقيبة كبيرة. والصورة الرابعة تظهر المطرب وهو في مطار أتاتورك عند الساعة 17:58 مستعدا لمغادرة البلاد. ومساء أمس الجمعة أعلن النائب العام السعودي، سعود بن عبد الله المعجب، أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي، أظهرت أن الجدل الذي تم بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي معه، ما أدى إلى وفاته.