كشفت شبكة “بي بي سي” أن العقيد السعودي ماهر مطرب -الذي يعتقد أنه قاد فريقا لتصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي- تلقى تدريبا عاليا بالتجسس الإلكتروني، يتيح للمخابرات السعودية مراقبة أشخاص عن بعد. وقال فريق “بي بي سي” الاستقصائي إن شركة “هاكنغ تيم” المتخصصة بالتدريب على القرصنة التكنولوجية، قدمت تدريبا في مجمع عسكري بضواحي الرياض عام 2011 لعملاء سعوديين، ونقل الفريق عن أحد المدربين أنه تعرف فورا على مطرب عندما ظهر في الصور التي سربتها السلطات التركية للإعلام، والتي أظهرت 15 عنصرا سعوديا يعتقد أنهم قاموا بتصفية خاشقجي. وقال المدرب الأوروبي إن مطرب قدم نفسه لهم بوصفه عميلا في الاستخبارات الأمنية السعودية، وتلقى تدريبا لأسبوعين على استخدام التكنولوجيا التي وفرتها الشركة للحكومة السعودية حتى تستطيع تنفيذ هجمات على الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب الخاصة بمواطنيها. وأوضح المدرب -الذي اشترط عدم ذكر اسمه- أنهم كانوا يطلقون على مطرب اسم “الوجه المظلم”، لأنه كان دائم العبوس، كما كان يلتزم الصمت دائما، مضيفا أنه لم يكن بارعا في الجانب الفني. وأكد المدرب أن المخابرات السعودية تتحكم في كل شيء داخل البلاد، فلديها القدرة على مراقبة الإنترنت لكل الأشخاص، ولكن مراقبة الأشخاص في الج تتطلب استخدام برامج تجسس خاصة. وتساءل فريق “بي بي سي” عما إذا كان خاشقجي قد تعرض لقرصنة إلكترونية قبل ذهابه إلى القنصلية السعودية في إسطنبوليوم 2 أكتوبر الجاري، حيث تبين لاحقا أنه كان يقود فريقا من 15 عنصرا سعوديا جاؤوا خصيصا إلى تركيا في اليوم نفسه الذي قتل فيه خاشقجي، وفقا للمصادر الأمنية التركية. ويأتي كشف هذه المعلومات تزامنا مع إعلان السعودية أن خاشقجي توفي في القنصلية نتيجة شجار، كما نقلت رويترز عن مصدر مطلع على التحقيقات السعودية أنه لم تصدر أوامر بقتل خاشقجي أو خطفه، ولكن هناك أوامر بإعادة المعارضين إلى المملكة وتم تفسيرها “بشكل عنيف”، مضيفا أنه تم اختيار مطرب للعملية لأنه عمل مع خاشقجي في لندن. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز صورا عدة لمطرب رفقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في رحلات رسمية إلى الولايات المتحدةوفرنسا وإسبانيا.