نشرت الصحافة التركية الخميس صورا ترصد تحركات الضابط في جهاز الامن المقرب من ولي العهد السعودي وعرفت عنه على أنه قاد "فريق الاعدام" الذي يشتبه بأنه نفذ عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي. ويأتي نشر هذه الصور الجديدة الملتقطة بكاميرات المراقبة فيما يتزايد الضغط على الرياض للكشف عن مصير الصحافي السعودي الذي كان ينتقد سلطات بلاده وفقد أثره بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في 2اكتوبر. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أفادت الثلاثاء أن ماهر عبد العزيز مترب، المقر ب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هو من بين الأشخاص الذين حد دت الس لطات التركية أنهم مسؤولون عن اختفاء خاشقجي. وأوضحت الصحيفة أنه كان ضمن فريق من 15 شخصا أوفدتهم الرياض "لاغتيال" الصحافي. وقالت "نيويورك تايمز" إن تسعة على الأقل من الفريق السعودي عملوا في أجهزة سعودية للأمن أو الاستخبارات أو وزارات. وأوضحت أنها جمعت مزيدا من المعلومات حول المشتبه بهم عبر برنامج الكتروني للتعرف على الوجوه وأرقام هواتف خليوية سعودية وشهود ووسائل إعلام. وبين هؤلاء ماهر عبد العزيز مترب الذي كان دبلوماسيا في السفارة السعودية في لندن عام 2007، حسب الصحيفة التي نقلت ذلك عن لائحة بريطانية للدبلوماسيين. ونشرت الصحيفة صورا لمترب الذي كان ربما أحد الحراس الذين خرجوا من طائرة ولي العهد السعودي خلال زياراته للولايات المتحدة في مارس 2018 ولمدريد وباريس في أبريل 2018. وبحسب الصور الجديدة التي نشرتها الخميس صحيفة "صباح" التركية الموالية للحكومة تحت عنوان "ها هو فريق الإعدام" يمكن رؤية رجل تم التعريف عنه على أنه مترب يصل عند الساعة 6,55 ت غ الى القنصلية السعودية وعند الساعة 13,53 ت غ الى منزل القنصل. دخل خاشقجي الى القنصلية حوالى الساعة 10,15 ت غ ولم يخرج منها أبدا. ثم يمكن مشاهدة مترب بحسب الصور، وهو يغادر فندقا في اسطنبول ومعه "حقيبة كبيرة" برفقة مجموعة من الرجال عند الساعة 14,15 ت غ. ووصل بعد 45 دقيقة الى مطار اسطنبول لكي يستقل الطائرة ويغادر تركيا. ووجود مترب الى جانب أعضاء آخرين في أجهزة الامن المقربة من ولي العهد السعودي، ضمن الفريق السعودي الذي حضر الى اسطنبول في 2 اكتوبر يلقي بظلال من الشك على الرواية الرسمية للرياض التي تقول إنها لا تعلم شيئا عن مصير خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست. وسبق أن نشرت الصحافة التركية استنادا الى تسجيلات صوتية تمت في المكان، الاربعاء معلومات جديدة تفيد أن جمال خاشقجي تعرض للتعذيب وقتل في القنصلية في نفس يوم اختفائه. ورغم تزايد المؤشرات التي تدل على احتمال ضلوع الرياض، يبدو ان الولاياتالمتحدة التي زار وزير خارجيتها مايك بومبيو الثلاثاء والاربعاء السعودية وتركيا، تمتنع عن توجيه أصابع الاتهام الى حليفتها السعودية. لكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب نفى الاربعاء أن يكون بصدد "توفير غطاء" للرياض. وقال ردا على سؤال عن اتهامات بهذا الصدد خصوصا من صحيفة واشنطن بوست "كلا، على الإطلاق. أنا أريد فقط أن أعرف ماذا حصل"، مضيفا "أنا لا أوف ر غطاء على الإطلاق". وأضاف الرئيس الأميركي "سنعرف (الحقيقة) على الأرجح بحلول نهاية الأسبوع". المؤشر الجديد على الموقف الاميركي يرتقب أن يصدر عن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الذي وعد بأن يتخذ قراره الخميس بخصوص المشاركة أم لا في مؤتمر مؤتمر اقتصادي ي عقد في الرياض وقاطعته عدة شخصيات وهيئات كان آخرها وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير. وقال منوتشين إن قراره سيأتي "في ضوء تقرير وزير الخارجية مايك بومبيو" العائد من السعودية وتركيا. وأعلن ترامب أنه سيحصل على "تقرير كامل" الخميس من بومبيو الذي سيلتقيه اعتبارا من الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ) وأن ذلك سيتيح له تقييم ما حصل فعليا. وما يدل على تعقيد هذا الملف بالنسبة للولايات المتحدة، أكد ترامب على المصالح الاستراتيجية الهائلة التي تربط الولاياتالمتحدة بالسعودية وخصوصا في مجال مكافحة الارهاب والتصدي لنفوذ ايران وكذلك التعاون العسكري وأبعاده الاقتصادية. ونشرت صحيفة واشنطن بوست الاربعاء ما قالت إن ه آخر مقال للصحافي السعودي جمال خاشقجي، وقد تحد ث فيه عن الحاجة لحر ية الصحافة في العالم العربي. وكتب خاشقجي في هذا المقال الذي أرسله مترجمه إلى "واشنطن بوست" غداة فقدان أثره "للأسف، هذا الوضع يحتمل ألا يتغير". وقامت السلطات التركية الاربعاء بتفتيش منزل القنصل السعودي في اسطنبول. وقام قسم من المحققين مساء بالتوجه الى مبنى القنصلية المجاور للقيام بعملية تفتيش جديدة، هي الثانية هذا الاسبوع. وفي منزل القنصل قام المحققون خصوصا بعملية تفتيش للحديقة وكان يمكن رؤية بعضهم على سطح المبنى. وجرى استخدام طائرة مسيرة للتحليق فوق المنطقة مرتين بحسب ما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس في المكان.