15 أكتوبر, 2018 - 04:47:00 قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاثنين إن "عناصر غير منضبطين" قد يكونون قتلوا الصحافي السعودي جمال خاشقجي معلنا في الوقت ذاته توجه وزير خارجيته مايك بومبيو الى الرياض. وبعد مكالمة هاتفية مع الملك سلمان بن عبد العزيز، صرح ترامب من حدائق البيت الابيض "لقد نفى الملك (السعودي) بشكل حازم أن يكون على علم بأي شيء (...) لا أريد التكهن بمكانه (خاشقجي)، إلا انه بدا لي أن الامر قد يكون حصل على أيدي عناصر غير منضبطين. من يعلم"؟. وأكد ترامب أن بومبيو في طريقه الى الرياض لبحث قصية خاشقجي الذي اعتبر مفقودا منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من اكتوبر. وكتب ترامب على تويتر "تحدثت للتو الى ملك السعودية الذي قال انه يجهل تماما ما يمكن ان يكون قد حصل مع +مواطننا السعودي+". ونهاية الاسبوع الفائت، اعلن ترامب للمرة الاولى ان الرياض قد تكون ضالعة في اختفاء خاشقجي متوعدا اياها ب"عقاب شديد" في حال ثبت ذلك. والاثنين، نقل ترامب في تغريدته عن العاهل السعودي ان السعوديين "يعملون في شكل وثيق مع تركيا" لكشف ملابسات هذه القضية. ومن المقرر أن تقوم السلطات التركية مساء الاثنين بتفتيش مقر القنصلية السعودية في اسطنبول. وستجري عملية التفتيش بحضور مندوبين سعوديين، غداة المكالمة الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك سلمان. وكان خاشقجي توجه الى القنصلية السعودية لاتمام خطوات إدارية بهدف زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز. وفقد اثره مذاك. وفي حين تؤكد الرياض انه غادر القنصلية، تقول السلطات التركية عكس ذلك، ويتهم بعض المسؤولين الاتراك السلطات السعودية بقتل الصحافي في القنصلية من قبل مجموعة أرسلت خصيصا لهذا الغرض. وحض أردوغان السلطات السعودية على الكشف عن لقطات للفيديو تظهر مغادرة خاشقجي مقر القنصلية. "تداعيات سيئة" وذكرت وسائل اعلام تركية ان السعوديين سمحوا الاسبوع الماضي بعملية التفتيش لكن هناك خلافات حول شروطها. ويتمركز عشرات الصحافيين أمام القنصلية منذ اختفاء خاشقجي بحثًا عن معلومات أو أي دخول أو خروج من القنصلية. تنفي السعودية بشكل قاطع أي تورط في مقتل الصحافي المفترض الذي دأب على توجيه انتقادات لولي العهد الامير محمد بن سلمان. وكان يكتب مقالات في صفحة الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" ويقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 2017. وكانت السلطات السعودية وجدت نفسها في موقع دفاعي منذ اختفاء خاشقجي، مع توالي التحذيرات لها بإمكان معاقبتها في حال تبيّن أنها قتلت الصحافي المعارض لسياسات ولي العهد. والأحد أصدرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بياناً مشتركاً يطالب السلطات السعودية بكشف ملابسات اختفاء خاشقجي. وأفاد البيان أنّه "يجب أن يسلّط الضوء على اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي". وطالب الوزراء بإجراء "تحقيق يحظى بالمصداقية" وذلك "ليتمّ تحديد المسؤولين" و"ضمان محاسبتهم". لكن تهديدات ترامب السبت بإمكان فرض عقوبات على السعودية اذا ثبت هذا الاتهام، وتزايد مطالب دول كبرى اوروبية لها بالكشف عن كافة خيوط القضية، دفع السلطات الى إطلاق هجوم مضاد. فقد تعهدت المملكة، وهي أكبر مصدّر للنفط في العالم، الأحد الرد على أي إجراء يتّخذ ضدها. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول أن الرياض تؤكد "رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية". وأكد المسؤول أن السعودية "إذا تلقّت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر". مقاطعة مؤتمر اقتصادي وأفادت شبكة "سي أن بي سي" التلفزيونية الأميركية الأحد أنّ الرئيس التنفيذي لمصرف "جي بي مورغان" جيمس ديمون ورئيس مجموعة "فورد" بيل فورد عَدَلا عن المشاركة في منتدى اقتصادي ضخم مقرّر عقده بعد أسبوع في الرياض. وبذلك تنضمّ هاتان الشخصيتان الكبيرتان في مجال المال والأعمال إلى لائحة تضمّ رجال أعمال ومؤسّسات قرّروا مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام 2018 المزمع عقده من 23 حتى 25 الجاري وأطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وكانت وكالة "بلومبرغ" وصحيفتا "فايننشال تايمز" و"نيويورك تايمز" قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط التساؤلات عن مصير الصحافي السعودي. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر" لخدمات النقل دارا خوسروشاهي إنّه لن يشارك في المؤتمر "إلاّ بعد أن تظهر مجموعة مختلفة تماماً من الحقائق"، مؤكداً أنّه "منزعج للغاية من التقارير". كما أعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسّس مجموعة فيرجين، أنّه علّق اتصالات ترتبط بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر بالسعودية بسبب اختفاء خاشقجي. الا ان مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد اعلنت انها ستشارك في مؤتمر الرياض وكذلك وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين.