كشفت صحيفة “يني شفق” التركية، الأربعاء، عن طلب السلطات السعودية من نظيرتها التركية، تأجيل البحث داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، لأجل لاحق، وفقا لما وصلها من مصادر أمنية. وبناء على طلب أنقرة، أعلنت الرياض أمس الثلاثاء، السماح لفريق التفتيش التركي بدخول القنصلية بهدف البحث، على خلفية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي الثلاثاء الماضي. وطالبت السلطات التركية، اليوم الأربعاء، أن يتم السماح لها بتفتيش منزل القنصل السعودي العام في إسطنبول، وفقا للصحيفة التركية. وبث الإعلام التركي، الأربعاء، فيديوهات لأول مرة تبين دخول الكاتب السعودي جمال خاشقجي لقنصلية بلاده في إسطنبول وتحركات الوفد السعودي منذ دخوله إلى المدينة التركية. وبثت قناة “24” التركية الفيديوهات، التي يظهر فيها تحرك الوفد السعودي من المطار إلى الفندق إلى القنصلية وبيت القنصل، ومغادرتهم للفندق، بالوقت والتسلسل الزمني. إلى ذلك، صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلت عن مصدر لم تسمه، أمس الثلاثاء، أن السلطات التركية تملك فيديو يوثق لحظة مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. وبحسب الصحيفة، فإن مصدراً صرّح لها شرط عدم الكشف عن هويته، أفاد بأن “الاستخبارات التركية حصلت على مقطع فيديو لقتل خاشقجي، قام بتصويره فريق الاغتيال السعودي، لإثبات أنه قام بالمهمة الموكلة إليه”. وأوردت الصحيفة كذلك كلاماً متطابقاً مع مصدرها، أدلى به كمال أوزتورك وهو كاتب عمود في صحيفة مقربة من الحكومة التركية، ورئيس سابق لوكالة أنباء شبه رسمية في مقابلة على شبكة تلفزيونية، والذي أكد أن “هناك شريط فيديو للحظة مقتل خاشقجي”. وكانت الصحيفة نقلت أيضا عن مسؤول تركي رفيع المستوى، الثلاثاء، أنّ المسؤولين الأمنيين الأتراك استنتجوا أنّ خاشقجي، قد اغتيل في القنصلية السعودية بإسطنبول، بناء على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي السعودي. وكشف المسؤول أنّ عملية الاغتيال كانت معقّدة لكن سريعة، قُتل فيها خاشقجي في غضون ساعتين من وصوله إلى القنصلية، على يد فريق من العملاء السعوديين، قاموا بتقطيع أوصال جسده بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض. وقد نفى المسؤولون السعوديون، بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان، مقتل خاشقجي، وأصرّوا على أنّه غادر القنصلية بحرية بعد وصوله بوقت قصير، بينما طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن يقدّم السعوديون أدلة تثبت ادعاءهم. ورفض المسؤولون الأتراك الذين تحدّثوا إلى “نيويورك تايمز” شرط عدم ذكر أسمائهم، الكشف علناً عن أدلتهم، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنّ مثل هذه الاحتمالات لا يمكن استبعادها. وكانت وسائل إعلام تركية موالية للحكومة، قد أفادت بأنّ الشرطة التركية لا تزال تحقق في احتمال اختطاف خاشقجي، وليس مقتله. وذكرت “نيويورك تايمز”، أنّه مع مرور أكثر من أسبوع على آخر مرة شوهد فيها خاشقجي، يتضاءل احتمال أنّه على قيد الحياة.