وكالات 17 أكتوبر, 2018 - 10:28:00 قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن السلطات التركية تمكنت من تحديد هويات بعض المشتبهين بلعب دور في اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وذكرت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أتراك لم تكشف هوياتهم، أن أحد المشتبهين مقرب جدًّا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورافقه في زياراته إلى العاصمتين الفرنسية باريس والإسبانية مدريد، ومدينتي هيوستن وبوسطن الأمريكيتين، والأمم المتحدة. وأشارت أن ولي العهد السعودي يمتلك علاقات وثيقة مع ثلاثة من المشتبهين، من الناحية الأمنية. وأوضحت أن مشتبه آخر مختص بالطب العدلي، عمل في مناصب رفيعة بوزارة الداخلية والمؤسسات الطبية السعودية، مشيرة إلى ضرورة امتلاك من يشغل مثل هذه المناصب علاقات وثيقة مع القيادات الرفيعة في المملكة. وأضافت أن وجود هؤلاء الأشخاص في القنصلية السعودية يوم اختفاء خاشقجي قد يقدم فكرة عما حدث هناك وعن وجود صلة مباشرة مع الأمير محمد. وأفادت "نيويورك تايمز" أن تلك الصلة تدحض ادعاءات موت خاشقجي في عملية نفذها "مارقون" دون علم ولي العهد السعودي، وتجعل من الصعب على البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي قبولها. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد صرّح الاثنين، بأن "الحكومة السعودية والملك سلمان نفوا بشدة أي علاقة لهم باختفاء خاشقجي"، معربًا عن اعتقاده "أن يكون هناك قتلة مارقون" وراء ما حدث لخاشقجي. وتابعت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك توصلوا إلى وثائق عن وصول طاقم من 15 شخصًا بالطائرة إلى إسطنبول في 2 أكتوبر الجاري، قتل خاشقجي وقطّع جثّته، ثم غادر تركيا في اليوم نفسه. ولفتت إلى أن المسؤولين الأتراك كشفوا أن خاشقجي قُتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، وأن الأشخاص الخمسة عشر جميعهم مسؤولون في الأمن أو عناصر في الاستخبارات أو موظفون حكوميون سعوديون. وأوضحت "نيويورك تايمز" أنها تأكدت عبر مصادرها وطرقها الخاصة من ارتباط الأشخاص الخمسة عشر بأجهزة الأمن والجيش والدولة السعودية. وقالت إن المشتبه الأول هو ماهر عبد العزيز مطرب، زار الكثير من الأماكن بصفته حارسًا لولي العهد السعودي، وعمل دبلوماسيًّا في السفارة السعودية لدى لندن عام 2007. أما المشتبه الثاني فهو عضو في طاقم الحماية الذي يسافر مع الأمير محمد، واسمه عبد العزيز الهوساوي، بحسب ما ذكره للصحيفة محترف فرنسي يعمل مع الأسرة المالكة بالسعودية. وأضافت أن المشتبه الثالث هو ذعار غالب الحربي، والذي تم ترقيته إلى رتبة ملازم ل"شجاعته في حماية القصر الملكي" في جدة العام الماضي. وأشارت إلى أن المشتبه الرابع هو محمد سعد الزهراني، وهو من الحرس الملكي، وسافر بجواز سفر لشخص آخر. فيما بيّنت أن الخامس هو أخصائي التشريح الدكتور صلاح الطبيقي. واختفت آثار الصحفي السعودي في 2 أكتوبر الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه. وبينما قال مسؤولون سعوديون إن خاشقي، غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس رجب طيب أردوغان المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية بعد، معلّلةً ذلك بأن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول خاشقجي لها. وعلى الصعيد ذاته، أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الإثنين، تحقيقات وتفتيش في مقر القنصلية السعودية، عقب موافقة أنقرة على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك.