تحولت الزيادات المتوالية في الجزائر إلى مصدر قلق للمواطنين، المتخوفين من انهيار قدرتهم الشرائية، واضطرارهم مستقبلا إلى التخلي عن كثير من الضروريات التي ستتحول إلى رفاهية إذا ما استمر الوضع على حاله، وفي حال لم يرتفع الأجر الوطني القاعدي. فالزيادات تتوالى سنة بعد أخرى وفي جميع القطاعات، في وقت لم يعرف فيه الرّاتب الشهري للموظف أي زيادة، والظّاهرة تهدد بحدوث انهيار رهيب في القدرة الشرائية لأكثر من 50 بالمائة من الجزائريين. وبعد الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية، سواء بطريقة شرعية أم مشبوهة، وخاصة ارتفاع المواد الغدائية، وارتفاع أسعار المنتجات الكهرومنزلية والهواتف النقالة، والزيادة في أسعار الوقود، والزيادة في قيمة استهلاك الكهرباء، استقبل المواطنون خبر زيادة أسعار النقل بتذمر كبير، حيث من المنتظر ان تدخل الزيادات المقررة في تسعيرة النقل الحضري والنقل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء 10 يناير الجاري. وحسب المتتبعين فالحكومة تحايلت على الزيادة في تسعيرة النقل حيث سيتم تطبيق الزيادة تدريجيا انطلاقا من 15 يناير الجاري حتى لا يشعر بها المواطن البئيس. وعلى سبيل المثال، فإن سعر الخط الرابط بين العاصمة ووهران سيصبح 1300 د.ج، بعدما كان 1150 د.ج. وفي صلة بالموضوع، أكد الخبير الاقتصادي كمال رزّيق، لوسائل اعلام محلية أن القدرة الشرائية للجزائري في انهيار كبير، من خلال انهيار أسعار الصّرف، والتضخم، وانهيار قيمة النقود، زيادة على الغلاء في جميع الأسعار والخدمات سواء بالزيادة المشروعة عن طريق قانون المالية أو الزيادة المشبوهة من التجار وأصحاب المؤسّسات الصناعيّة. وتعقيبا على هذه الزيادات لم يستسغ الجزائريون ما وصلت اليه القدرة الشرائية للمواطن البسيط، وذلك من خلال تعليقاتهم عبر المواقع الاجتماعية، حيث قال احد المواطنين "ما أغبى هذه الحكومة ان كانت لا تدري ان ما تفعله سيؤدي الى انفجار اجتماعي وشيك فهذا امر خطير وان كانت تتعمد ذلك فإننا نسلم امرهم لله ...يا رب استر" ، فيما كتب اخر يقول "الغلاء الفاحش والزيادات التي تنفجر وتواصل ارتفاعها لتتآكل في الاجور وتقضي تدريجيا على القدرة الشرائية، سببها الدولة الفاسدة التي تنهج منذ 3 سنوات سياسة التفقير وشد الاحزمة". وعلق اكد مواطن آخر بالقول: "بصراحة لم افهم ماذا يجري في بلادنا، لا يوجد ممثل حقيقي وحر لنقابة او جمعيات اجتماعية او نواب الشعب احرار يدافعون عن هذا الشعب المحقور والمقهور والتائه في غابة مليئة بوحوش آدمية تمتص دم هذا الشعب منذ عقود لا احد منكم قال كفى ولا للظلم لا للحقرة، اذا على الشعب الجزائري ان يأخذ القرار لوحده والخروج الى الشارع ويأخذ حقه كاملا بدون وسيط لأنكم تجرون وراء الغنائم والرشوة بعتم ضمائركم لنظام اشتراكم بثمن بخس والتاريخ سيذلكم والشعب لن يرحمكم والأيام بيننا...". وقال مواطن اخر ساخرا :"اتمنى ان تصل الزيادة الي 500% لأننا لسنا من يحق له العيش فوق هذه الارض و-بزقة - خير منا و لكن لنا لسان زرافة طويل ، نتكلم كثيرا وننقص من قيمة الشعوب الأخرى ونقول دائما نحن خير منهم و نبدأ بسرد الماضي ولكننا في الواقع لا نساوي شيئا ".