كشف وزير الشؤون العامة والحكامة، نجيب بوليف. أمس، بعاصمة المملكة، خلال افتتاح لقاء دراسي حول "السياسات العمومية في مواجهة الفقر والإقصاء الاجتماعي" نظمته الوزارة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة بتعاون مع سفارة البرازيل بالرباط، أن حكومة بنكيران منهمكة في القيام ب"إصلاح جذري" ولكن "متدرج" لنظام المقاصة الذي التهم في السنتين الأخيرتين أموال طائلة بسبب ارتفاع أسعار النفط بالخصوص، حيث قال "إننا بصدد القيام بإصلاح جذري ومتدرج لنظام المقاصة يحقق المزيد من الاستقرار الاجتماعي للبلاد"، موضحا أن هذا الإصلاح "لن يتم بسرعة لا تكون في صالح البلد وإنما متدرجا خلال سنوات لتدارك النقائص التي قد تحدث وأنه لن يكون إصلاحا على حساب باقي الإجراءات والبرامج الاجتماعية (راميد وتيسير وغيرها) وإنما برنامجا عاما مكملا لها". وقال "نريد أن يقوم هذا البرنامج على تفعيل الآليات الذاتية للفاعلين الاجتماعيين عموما من خلال فكرة نرغب في إنجازها في السنوات المقبلة وتتمثل في تجميع القطب الاجتماعي في المغرب بجميع برامجه وآلياته ووضع آليات تدبير وحكامة له كي يندرج المغرب في استراتيجية اجتماعية مندمجة ومتكاملة لتحقيق المزيد من التقدم والتطور".
وأضاف المسؤول الحكومي. خلال اللقاء المنظم بمساهمة من مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط. حسب ما ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، أن إصلاح نظام المقاصة سيعتمد أيضا على الاطلاع على باقي التجارب العالمية المماثلة. بما فيها التجربة الرائدة للبرازيل التي تجمعها علاقات متميزة بالمغرب تطورت على المستوى التجاري والاقتصادي وكذا تبادل الخبرات الفنية والتقنية.
من جهته. أكد سفير البرازيل بالمغرب فريدريكو دوكي إسطرادا مايير. دعم بلاده المتواصل للتعاون جنوب-جنوب. مشيرا إلى أن هذا اللقاء يتوخى إطلاع المسؤولين المغاربة على تجربة النظام البرازيلي لصندوق المقاصة والأمن الغذائي. التي حققت نتائج ملموسة وتحظى باعتراف دولي اليوم.
وقال السفير البرازيلي "حقق النظام البرازيلي. الذي يستهدف فئات معينة داخل المجتمع . نجاحا كبيرا مما ساهم اليوم في جعل 50 في المئة من ساكنة البرازيل من الطبقة المتوسطة". مشيرا إلى أن بلاده عملت على القضاء على الفقر والإقصاء الاجتماعي. وبالخصوص النهوض بالأمن الغذائي والقضاء على الجوع عبر إطلاق برنامج "صفر جوع" منذ 2003.
وتمكنت البرازيل. في غضون تسع سنوات. من تقليص سوء التغذية لدى الأطفال ب61 في المائة والفقر في العالم القروي ب15 في المائة عبر تشجيع الفلاحة المحلية واستهلاك المنتوجات المحلية. حيث يتجه هذا البلد. الذي أضحى مرجعا عالميا في مجال الأمن الغذائي. اليوم ليصبح أول مصدر عالمي للمنتوجات الغذائية.
ويشمل برنامج اللقاء الاطلاع على التجربة البرازيلية في مجال السياسات العمومية الرامية لمحاربة الفقر والتهميش. من خلال الوقوف على برامج دعم الأسر والطبقات الفقيرة. واستعراض أنظمة الحماية الاجتماعية. وسياسة ضمان الأمن الغذائي للمواطنين ومختلف السياسات القطاعية الاجتماعية ومساهمة المجتمع المدني فيها.
كما يتدارس اللقاء. الذي يشارك فيه خبراء ومسؤولون حكوميون من المغرب والبرازيل. الاستراتيجية الاجتماعية للمغرب واستعراض مختلف السياسات العمومية للدعم الاجتماعي ومحاربة الفقر والهشاشة. إلى جانب مناقشة تجربة نظام المقاصة في سياق تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على البلاد والوقوف عند اختلالات هذا النظام على مستوى الحكامة والاستهداف وآفاق إصلاحه وعقلنة أدائه لجعله أكثر إنصافا.
ويستعرض المشاركون أيضا تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج تيسير لمحاربة الهدر المدرسي وبرامنج المساعدة الطبية (راميد) واستراتيجيات وزارات التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية والصحة والفلاحة. ودور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في مجال محاربة الفقر والإقصاء والتهميش وتحقيق الارتقاء الاجتماعي.