لا يكل العلماء ولا يملّون في إجراء أبحاث جديدة عن أضرار الأجهزة الذكية كالحواسب والهواتف ومن على شاكلتها، لأنها أصبحت خطرًا حقيقيًا على صحة الجسم، وفق ما تؤكده نتائج كل دراسة جديدة. آخر هذه الدراسات الحديثة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، عندما توصل باحثون إلى أن الأجهزة الرقمية تؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي. وقالت الدراسة التي أجريت في جامعة “هيوستن” الأمريكية حديثًا، إن شاشات الأجهزة الرقمية تسبب اضطرابًا في النوم، ويتداخل الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية، مع الهرمون الطبيعي الذي تنتجه أجسادنا، ويساعدنا على التحكم بدورات النوم. وتبدأ مستويات الميلاتونين في الارتفاع عند المساء، وتبقى كذلك معظم ساعات الليل، ومن ثم تنخفض عند الصباح الباكر، ولكن معظم الأشخاص يستخدم الأجهزة الذكية قبل النوم، وفق ما نشره موقع “sleep”. كذلك، أوضحت الدراسة أن التحديق في الشاشات يؤدي إلى تغيير إيقاع الساعة البيولوجية، أو ساعة الجسم الداخلية. وأكدت القائمة على الدراسة “ليزا أوسترين”، إن “النوم مهم جدًا لتجديد العديد من الوظائف في أجسامنا، والضوء الأزرق يقلل من جودة النوم، ويرتبط نقص النوم المنتظم بمخاطر الإصابة بالاكتئاب والسمنة والنوبات القلبية والسكتة الدماغية والسكري، كما يقلل من متوسط العمر المتوقع”. وقالت أوسترين: “إن تسليط الضوء على ضرورة التوقف عن استخدام الهواتف قبل النوم، يمكن أن يحقق نتيجة فعالة”. وأضافت: “إن الضوء الأزرق الاصطناعي، ينشط مستقبلات الضوء لدى الخلايا العصبية في شبكية العين “ipRGCs”، ويثبط الميلاتونين”. كما أوصى الباحثون بضرورة استخدام العدسات المضادة للانعكاس، للحد من تأثير الضوء الاصطناعي ليلاً، مشيرين إلى أن بعض الأجهزة بها ميزة الوضع الليلي، التي تحد من التعرض للضوء الأزرق، ما يساعد على حل المشكلة.