يبدو أن الحياة معقدة أكثر مما كنا نتصور، عندما كنا صغارا كنا نعتقد أن كل شيء جميل و كما نريده، نفرح في الأعياد و ننتظر أيام العطل بفارغ الصبر لنرتاح مما كنا نعتبره سجنا و هو المدرسة و كنا نستعمل كلمة "تحررنا" لنعبر عن فرحتنا لتوديع فصول الدراسة و لو بعد حين. عندما بدأنا نكبر شيئا فشيئا بدأنا نحس بان الحياة ليست سهلة كما كنا نعتقد، بدءا بأننا مرغمون على الحصول على شهادة تعليمية تبدو لي الآن تافهة تفاهة من وضعوا نظامنا التعليمي الذي اختصر 12 سنة من عمرنا في مجرد شهادة لا تسمن و لا تغني من علم، 80 في المائة ممن حصلوا عليها لم يعرفوا كيف و لماذا فعلوا ذلك، اغلبهم انتهى وراء مكاتب الإدارات العمومية و الخصوصية يؤدون أعمال تافهة.
كانت عائلاتنا دائما توصينا بالدراسة لكي نعمل و نتوظف و انتم تعرفون البقية.
هل يمكن لشعب يدرس فقط لكي يجلس وراء المكاتب أن يتقدم، أين نحن من الأمم المتقدمة علميا، لماذا أنظمتنا التعليمية لا تخرج علماء و أدباء في جميع الميادين، هل العيب في الإنسان المغربي أم في النظام الذي يحكمه و يعيش فيه؟ لماذا كل هذا التبخيس لطلب العلم، و لماذا اختصار النجاح في أن يصبح المرء مغنيا أو لاعب كرة أو ممثلا؟ الكل يريد أن يصل بسرعة و بطرق سهلة و لا يريد أن يبدل مجهودا كبيرا.
المغاربة شعب كسول و غير مسئول لا يكدّ في عمله و لا يتقنه، و ليقوم بعمله يجب أن يراقب بصرامة و إلا سيقضي الأوقات المخصصة للعمل في الضحك و اللعب و الأحاديث التافهة.
المغاربة شعب لا يحترم مواعيده، و الشعب الذي لا يقدر قيمة الزمن فهو لا يستحق أن يعيش.
نحن المغاربة شعب لا يحترم قيمه و نقلد الآخرين في أتفه الأشياء و نستورد قيمهم البالية و نتخلى عن قيمنا الرائعة.
نحن شعب يريد محاربة الفساد و هو أول المفسدين، كيف ندعو لمحاربة الاستبداد و نحن اكبر المستبدين.
واحد من أصدقائي كان يقول لي دائما " البلاد مرونة " و مع كامل الأسف هذا هو الواقع.