أول خطاب وجهه الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم كان "وأنذر عشيرتك الأقربين"، أي أنه لا معنى لتخرج إلى قبائل العرب لتبلغهم الرسالة وبنو عشيرتك على غير دينك، ولم يتكلم الرسول بأي كلمة حتى استنفد كل الجهد في دعوة أهله، وهذا هو النموذج لمن يزعم أنه على هدي رسول الله ويدعو الناس للإسلام الصحيح، أي يبدأ بنفسه تم عائلته فالأقرب تم الأقرب، ولا يذهب يدعو العالمين للإسلام بينما ينسى نفسه وأهله. مولاي عمر بنحماد، أستاذ للدراسات الإسلامية العليا وقيادي في حركة التوحيد والإصلاح، وليس من "أيها الناس"، ولا تقتصر دعوته على المغرب بل يحاضر مشرقا ومغربا وأخيرا كان في تركيا يلقي المحاضرات، لكن الرجل وهو يدعو الناس للفضيلة نسي أن يكون هو من أهل الفضيلة، كما نسي أن يربي أولاده عليها.
لما تم ضبط عمر بنحماد، الداعية إلى الله، في وضع مخل بالحياء بغض النظر عن طبيعة العلاقة بينه وبين من هي معه، إذ لا يمكن ممارسة الجنس مع الزوجة في سيارة جنب البحر، لما تم ضبطه كذلك ادعى أنه متزوج عرفيا من فاطمة النجار، الداعية أيضا والقيادية في التوحيد والإصلاح.
هل رأيتم زواجا عرفيا يتم في سيارة على جانب البحر؟ ما وقع جنحة يعاقب عليها القانون مهما كانت العلاقة بين الطرفين لأن الأمر يتعلق بالإخلال بالحياء العام. وهذه كارثة كبرى، حيث أرادت التوحيد والإصلاح تصوير الموضوع مجرد زواج عرفي وهي لا تقبله. وقائع القضية تفيد أن ما وقع "زنا" بالمفهوم الفقهي ولا علاقة له بأي زواج.
بنحماد اهتم بالآخرين ونسي نفسه وأولاده، حيث سبق أن تم اعتقال واحد من أبنائه بتهمة استهلاك الحشيش وحيازة كمية منه، ولما انفجرت القضية تم اتهام "الجهات المعلومة" بفبركة القضية قصد تشويه سمعة "الشريف" مولاي عمر قبل أن يعود للاعتراف بجريمة نجله.
أما ابنه الثاني فمحكوم بأربع سنوات سجنا بعد أن حاول الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي، ويومها قال بنحماد إن ابنه لم تكن عليه أثار التطرف الديني واستغرب للموضوع.