في كل مرة تصر يا رئيس حكومتنا، أن تفاجئنا، فاجأتنا أمام العالم العربي والأمة الإسلامية أجمع وأنت تبكي بحرقة، حزنا على استهداف المقام الشريف بالمملكة العربية السعودية. المواطن الضعيف، المغلوب على أمره والذي لا حول ولا قوة له (وكل ما يدخل في هذا الإطار) أمام حشود وأصوات جماعتك الإخوانية يتساءل مع نفسه: لماذا لم يبك رئيسنا في الحكومة عندما يتعلق الأمر بالمآسي التي أصابتنا على عهده؟. السي بن كيران، لم نرى دموعك الساخنة عندما توفي 32 مغربيا في الفيضانات التي ضربت مدينة كلميم سنة 2014. في حين كانت لنا فرصة أن نرى دموعك عندما توفي طالب ينتمي إلى جماعتك، ''ألهذا نحن (الشعب اللي باغي غي التعادل) رخيصون وحياتنا أرخص؟''، يتساءل البعض بحرقة.
السي بن كيران، للتذكير فقط لقد توفي 34 طفلا حرقا وسط حافلة في طنطان ولم نرى لا دموعك ولا نتائج تحقيق أمرت بفتحه، بعد هكذا حادث مأساوي. في حين شاهدناك باكيا وأنت تترحم على رفيق دربك عبد الله باها رحمه الله.
السيد رئيس الحكومة، أتتذكر يوم أصدر عفو ملكي عن مغتصب الأطفال دانييل كالفان، لم نرى دموعك حينها أمام ألم كان يعتصر قلوب عائلات الأطفال حينها.
السي بن كيران، لقد انتحرت أمينة الفيلالي لأنها زوجت بالغصب وبالقوة وأيضا بالقانون من طرف عائلتها، لمغتصبها، ولم نشاهدك باكيا. في المقابل شاهدنا دموعك الساخنة منها والباردة وأنت تترحم على عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل والإحسان.
السيد رئيس الحكومة، لقد غرق قبل شهرين أكثر من 150 مغربي في السواحل الليبية وهم يحاولون الهروب في قوارب الموت هربا من الحكرة والبطالة، ولم تبكي بتلك الحرقة عليهم، بل إننا لك نسمع لك ولو تصريحا صحافيا بشأنهم، أم أن هذا لا يدخل ضمن أجندتك الانتخابية.
ولكي نثبت لك ازدواجية مواقفك، نذكرك وأنت تصرح لقناة العربية، انك بكيت بتلك الحرقة على حادث تفجير فالمدينة المنورة فالسعودية، ولك نسمع منك ولو تلميحا بسيطا بشأن إدانة قتل أزيد من 120 مواطن عراقي في تفجير إرهابي.
ألم يقل رسول الإسلام اللي بكيتي عليه بحرقة إن حرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة، ولا هادو ماشي مْسلمين أسيادة رئيس الحكومة؟.
لقد فطن الجميع بمقالبك يا رئيس الحكومة، يا صاحب الدموع السخية، يا من يبكي في مناسبات دون أخرى، يا من قلبه صلب حديد في قضايا الوطن، وفؤاده مرهف في قضايا الإسلام السياسي الكبرى والصغرى والمتوسطة..