جلس "عماد" وكيل النيابة الشاب على مكتب أنيق مرتديا بذلة كاملة وربطة عنق فكها قليلا ثم قام ليخلع الجاكت ووضعه على ظهر المقعد بعناية وهو يرمق بإعجاب الفتاة التى دخلت عليه للتو وأشار إلى الكاتب أن يسجل وقائع التحقيق مع الصحفية الشابة التى جلست متهالكة على المقعد أمام الوكيل ليسألها:- اسمك وسنك وعنوانك ووظيفتكوتجيبه الصحفية التى كانت ملابسها ممزقة وتستر جسدها المرتجف بجاكيت رجالى أسود اللون - هدى محمود قدري، 28 سنة صحفية بجريدة الرأي، عنوانى 4 ش الخلفاوى/ شبرا - لقد قدمتى بلاغ يفيد بتعرضك لهتك العرض العلني على مدخل مقر نقابة الصحفيين في المظاهرات التى قامت بها حركة كفاية للاحتجاج على استفتاء تعديل المادة 76 من الدستور.. - ما سبب تواجدك هناك؟ أجابته هدى: - كنت مكلفة من الجريدة بتغطية أحداث المظاهرة وذهبت إلى هناك لتأدية عملي - وعملك هذا إجبارى ألم يكن من الممكن أن تعتذري عنه؟ ردت هدى بعصبية واستنكار: - هو سيادتك بتحقق معايا أنا بدل ما تستدعى المجرمين اللى ارتكبوا الواقعة وتحقق معاهم؟ فمال عماد إلى الامام ورد متأملا هدى: - ما هو لما واحدة بالجمال والأنوثة دى كلها تنزل مظاهرة فيها أشكال مش ولابد من البديهى أن تتعرض لكوارث.. متوقعة ايه من شوية شباب ضايعين بيعملوا هرج ومرج ..ثم التفت إلى كاتبه وصرخ فيه : - انت بتكتب إيه يا زفت؟ متكتبش السؤال اللى فات يا غبى.. اشطبه ثم يلتفت إلى هدى التى تجيبه بحسرة: - الشباب اللى حضرتك تقصدهم كانوا بيعبروا عن رأيهم مش أكتر، ومتنساش يا فندم إن الشباب دول هم اللي خلصوني وستروني بهدومهم، اللي عملوا كده كانوا من الأمن يا فندم يرد عماد باستهزاء : - طب احكى لى يا هانم اللي حصل لك ارتجفت هدى وامتقع وجهها شديد البياض وقالت : - حوالى الساعة العاشرة صباحا كنت أمام نقابة الصحفيين ومعي زميلي المصور الذي يرقد الآن في المستشفى بعد أن تم ضربه ضربا مبرحا، بدأت في إجراء بعض الحوارات السريعة مع المتظاهرين بينما كان زميلي يلتقط صورا للمظاهرة، عندما لاحظت اقتراب بعض الشباب من الجهة المواجهة لنا والذين كانوا يهتفون للنظام يقتربون منى ثم حاصرونى في شكل دائرة كنت فى منتصفها ومعى إحدى عضوات حركة كفاية وبدأ هجومهم علينا بالضرب ثم مزقوا ملابسنا وهتكوا عرضنا - هل تذكرين عددهم وملامحهم بالتفصيل؟ تبكى هدى ثم تمسح دموعها قائلةً: - كانوا ستة ولقد اخذوا أوامر مباشرة من الرائد وليد لقد سمعته بنفسي وهو يأمرهم قائلا: "قلعوها هدموها بنت الكلب دى". اعتدل وكيل النيابة في جلسته وبدا مذهولا مما يسمعه وقال لنفسه: - أنا عارف إن الضباط وسخين بس مش ممكن يكونوا وصلوا للانحطاط ده. ثم نظر لهدى بحزم ورفع صوته فيها: - انتى عارفه انتى بتقولى إيه؟..اللي انتى بتقوليه ده لو صحيح يبقى عليه العوض في البلد أجهشت هدى بالبكاء وقالت: - يبقى عليه العوض في البلد يا فندم - كملي يا هدى - اقتربوا منى وأخذوا حقيبتي وهاتفي المحمول، ثم بدأ اثنان منهم في التطاول على جسدي وتمزيق ملابسي، وبدأت أصرخ وخصوصا أنهم كانوا قد أوقعوني على الأرض في محاولة اغتصاب حقيقية، ورأيتهم يضربون أحد المتظاهرين الذي حاول انتزاعي من أيديهم. وعندما انتبه زميلي لغيابي ورآني في هذا الوضع اقترب صارخا باسمي وسمعت واحد منهم بيقول لزميله : الواد ده حلو قوى وهيعجب وليد بيه تعالى نمسكه، واتجها إلى زميلي محمد ليجروه إلى سيارة زرقاء ميكروباص تابعة للشرطة، بينما هذا الوليد بيه يرمقه باشتهاء غير طبيعي، وبعدها انشغلت بما يحدث لي حتى تمكن زميلين من الصحفيين من انتشالي من أيديهم وسترى بملابسهما. وبعدها عرفت أن محمد قاومهم بضراوة حتى انهم يئسوا من أمره فأشبعوه ضربا وألقوه على رصيف الشارع......... أكملت هدى سرد الوقائع ووكيل النيابة مشدوها بما يسمع وقبل أن تخرج هدى من المكتب التفتت إلى وكيل النيابة وكأنها قد تذكرت شيئا مهما: - آه .. على فكرة يا عماد بك أقذر واحد من الستة اللي كانوا حواليه كان عسكري أمن مركزي أسمر وشكله وحش وواضح عليه الغباوة وهو يا فندم الذى وضع يده فى .........تطرق خجلا فيسألها: - عرفتى اسمه؟ - لا لكن كان زمايله كانوا بيقولوا له " يا عسكري الدرك".. انصرفت هدى مكسورة إلى منزلها واستدعى وكيل النيابة الشهود الذين أكدوا ما قالته هدى بل زاد بعضهم على ما قالته عما تعرضت له غيرها من الصحفيات وناشطات المجتمع المدني من هتك عرض وتحرش وسرقة. بعد الانتهاء من أخذ أقوال الشهود التفت الكاتب إلى وكيل النيابة ليسأله: - معقول اللى سمعناه يا فندم؟ يعنى الولية أم فاروق ممكن تنزل الشارع باحترامها وألاقيها راجعالى ملط ؟ طب ساعتها أبلغ مين؟ البوليس؟ طب افرض أن البوليس هو اللى كان مقلعها ساعتها أقدم بلاغ لمين؟..لم يرد وكيل النيابة على سؤال الكاتب ولكنه قال له: - جهز نفسك بكرة نروح مستشفى المنيل الجامعي، عشان ناخد أقوال المصور المضروب ثم يحدث نفسه قائلا: - أنا ورا الموضوع لما اعرف إيه اللي بيحصل في البلد. فى اليوم الذى تلا الاستفتاء على تعديل المادتين 76،77 من الدستور وفى مقر إحدى الصحف القومية كان رئيس التحرير البدين جالسا فى مكتبه الفخم و يتحدث في الهاتف بسعادة بالغة وعلا صوته وهو يقول لمحدثه: - احنا تحت أمرك يا فندم اعتبرنا خداميك يا سعادة اللواء ، هههههه وإحنا في ديك الساعة لما ننفذ أوامر معاليك.. يرتج جسده الهلامي من الضحك وهو يمسك بالعدد اليومي من جريدته ويقرأ المانشيت الرئيسي: - الشعب يقول كلمته بحرية.. نعم لتعديل المادة 76 من الدستور.. ما رأيك يا باشا؟ ويرد عليه الضابط الكبير بنبرة سخرية: - عظيم جدا يا أجدع جورنالجى في مصر، وتبدل صوته وهو يقول بحده: - انت مدرك فداحة اللى هببته يا أفندي؟ - ايه اللى انا عملته يا فندم؟ - انت أثبت علينا تهمة تزوير نتيجة الاستفتاء.. ازاى تكون النتيجة الرسمية لم تعلن بعد وأنت بتقول في جريدتك اللى كانت فى السوق من امبارح أن الشعب قال نعم؟ ارتجف الصحفي ثم برقت عينيه وقال: - وهو الشعب يقدر يقول لا يا فندم؟ ده يبقى حقيقي شعب ناكر للجميل وقليل الرباية لما يعترض على تعديل تقدم به رب عائلة مصر. وعندما لاحظ صمت اللواء أكمل في حماس قائلا: - وبعدين المعارضة كده كده كانت هتقول أن الاستفتاء مزور وتتهم الشرطة بتزوير النتيجة احنا كده نبقى حطينا حصوة في عين اللي مبيختشوش وإذا اتهموكوا هنقول إن إحنا أعلنا النتيجة قبلكوا وذلك بناءا على توجيهات السيد الرئيس يصرخ اللواء في جزع: - ايه؟ - آسف يافندم أقصد بناءا على ننتائج استطلاعات الرأي التى قامت بها الجريدة - يا سلام يا اخويا وانتوا عندكو مركز لاستطلاعات الرأى - نعمله يا فندم وبتاريخ السنة الى فاتت.. وبعدين هو يعنى حد هيفتش ورانا؟ اطمن خالص سعادتك ده إحنا الكلاب المخلصة للحكومة يا بيه يضحك اللواء ويقول للصحفي: - أما انت يا عبده عليك حركات.. أتاريك موصلتش بالسهل ويضحك رئيس التحرير حتى يسمعه صحفيان خارج مكتبه - يا ترى مصيبة إيه اللي مخلياه يضحك أوى كده - تلاقيه بس مزود العيار حبتين النهارده رغم انى أسمع إنه مبيشربش الصبح فى إحدى الغرف بمستشفى المنيل الجامعي جلس عماد "وكيل النيابة" في غرفة محمد المصور الصحفى الذي تم ضربه في مظاهرات الاستفتاء، وخرج الطبيب من الغرفة بعد أن طلب من وكيل النيابة عدم إرهاق المريض بالأسئلة.. اتجه عماد بنظره الى محمد الذى اختفى وجهه خلف الضمادات وسأله: - اسمك وسنك وعنوانك ومهنتك - محمد على 26 عام مصور صحفي ساكن في بلوك 4 المساكن إمبابة - ياريت تركز يا محمد وتحكي لى بالتفصيل الذى حدث لك يرد محمد والدموع تملأ عينيه: - ياريت انت يا باشا تحكيلى وتفهمني ايه اللى حصل للبلد ، اللى حصل لى حصل وانتهينا ولكن نفسي افهم ليه حصل؟ - هل لك اتجاه سياسي معين؟ - ولا حتى بافهم في السياسة ، التقاط الصور ده أكل عيشي يا فندم،لكن الحيوانات ضربوني وسحلوني والضرب ده زى ما عرفت من الممكن أن يؤثر في قدرتي على الزواج مستقبلا. واضح إن الضابط الشاذ اغتاظ لعدم قدرته على اصطيادي فأمر رجاله بحرماني من رجولتي دول كانوا متعمدين الضرب في مكمن رجولتي.. اختنق المصور بالدموع وشعر عماد أنه لا فائدة من استجواب رجل يبكى على أغلى ما يملك وقد كان في حالة من الذهول تعجزه حتى عن التفكير فما بالكم بالرد على الأسئلة الرسمية بإجابات شافية. خرج وكيل النيابة من الغرفة متألما وقد بدأ يصدق ما يسمعه ويستوعب فكرة إن الذي حدث من جرائم كان حقيقيا، وراح عماد يحدث نفسه صحيح أنه قد تغير بعد أن التحق بالعمل فى النيابة ففسخ خطبته من ابنة الجيران ليخطب ابنه أحد المستشارين من رؤسائه وصحيح أنه يقبل بعض الهدايا والاكراميات لكنه كان يرى أن ذلك لا يؤثر على عمله ولا يمنع أنه بالفعل يحب مصر وهو لم يؤذى أحدا أبدا أو هكذا كان يرى ولعل هذه القضية تكون فرصته ليفعل شيئا يفتخر به من خلال موقعه فهو مقتنع تماما أنه ليس سيئا مئة فى المائة .. وبينما كان عماد يهبط فى أسانسير المستشفى والخاص بنقل المصابين والمرضى بعد أن فتحه له أحد الأطباء وبينما راح ذلك الطبيب يطلب من عماد تقضية مصلحه له فى المرور كان كاتب النيابة يقنع أم المصور بدفع عشرة جنيهات بحجة إنهم رسوم تحقيق، ولم تتخلص المرأة من سماجته حتى جاء أحد أصدقاء ولدها وعرف الموضوع فضربه وهدده بالإبلاغ عنه بتهمة طلب رشوة، فرفعت الأم وجهها إلى السماء وهى تقول : - بقى ياربى يحطموا ابني وكمان عايزين يا خدوا فلوس حلاوة ما ضيعوه..حسبنا الله ونعم الوكيل. وفى السيارة ينهر علاء الكاتب قائلا: - انت مبتشبعش أبدا يا بني آدم؟ هو مفيش تمييز؟ يدعى الكاتب عدم فهمه لما يقال فقال عماد: - أنا عارف انت تأخرت فوق ليه؟ وارتبك الكاتب قليلا ثم قال: - عالم بخلاء يا علاء بيه.. إلا ماعزموا عليا بسيجارة.. - سيجارة إيه يا ابن العبيطة انت في فرح؟ الناس حزينة على ابنها وأنت بتفكر في السجاير والمينى رشوة بتاعتك فسبه الكاتب في سره قائلا : - سيبنا لك الرشاوى الكبيرة يا علاء بيه.. وانطلقت السيارة إلى مقر النيابة فى مقر أحد الأحزاب المعرضة بعد يومين من الاستفتاء دار نقاش ساخن بين الثلاثة الكبار فى الحزب بدأه نائب رئيس الحزب قائلا: - لابد أن يقاطع حزبنا الانتخابات الرئاسية القادمة مثلما قاطعنا الاستفتاء فيرد سكرتير عام الحزب: - هو العفريت اللي عليك اسمه نقاطع؟ إذا كنا نسعى لوجود حقيقي في الشارع فمن الضرورى أن نشارك لا أن نقاطع ويستيقظ رئيس الحزب من نومه ليسأل: - تقصد إيه؟ واجابه السكرتير العام - أقصد أن يرشح الحزب أحد كوادره في انتخابات الرئاسة فيسأل رئيس الحزب: - تقصد مين؟ ورد نائب الحزب مداهنا - أكيد يقصد سيادتك يا فندم - وهو أنا يا دكتور لو اترشحت هنجح؟ وبعدين انتوا عايزينى أقف قدام الريس كده حته واحده؟ انت عايز الصحافة القومية تتهمني بالسعى للحكم؟ يرد السكرتير العام - أظن السعي للحكم لم يعد تهمة بعد التعديل الأخير في الدستور رئيس الحزب - هه انت بتصدق؟ ويرد النائب - لازم كلنا نصدق يا فندم.. ده حتى النظام هيفرح أوى إننا هنشاركه الفيلم اللي هو عامله وف الآخر نطلع إحنا كومبارسات ونطلعه هو وحش الشاشة اللي هيكتسح الأصوات رغم وجود منافسين، وبهذا نكون ضربنا عصفورين بحجر، كسبنا رضا النظام وعملنا بروباجندا حلوة للحزب في الشارع السياسي رئيس الحزب شاردا ببصره - والله فكرة مش بطالة.. بس تفتكر بجد إن الريس هيرضى عنا لو عملنا كده؟ يهز وكيل الحزب رأسه بابتسامة - بالتأكيد يا حاج وبعدين متنساش أن كل مرشح هايحصل على دعم مالى كبير من الحكومة أنا سمعت أنه ممكن يتجاوز النص مليون وده مبلغ ممكن ينفع الحزب ويتبقى شوية تعينهم للمستقبل تلمع عيون رئيس الحزب -الذى بلغ من العمر أرذله - وقد راقته الفكرة ويبتسم ابتسامة عريضة أظهرت لمعان السنة الوحيدة التى أبقتها الأيام فى فمه .. ويتنهد سكرتير عام الحزب فى ذهول وحسره قائلا فى سره: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا! وفى مقر حزب معارض عريق فى منطقة راقية جلس رئيس الحزب فى صالون فخم مرتديا حلة أنيقة للغاية - خلفه صورة زعيم الحزب الراحل- وجلس أمامه فى نفس الصالون بيتر عونى ودار بينهما حوار تليفزيونى بدأه بيتر عندما سأل رئيس الحزب: -ما رأيكم في التجاوزات التي حدثت يوم الاستفتاء؟ أجاب رئيس الحزب فى بلاغة : - هذه ليست تجاوزات إنها جرائم بشعة: هتك عرض وضرب مبرح واعتقالات وسحل.. وسط البلد تحولت لساحة حرب بسبب عنف الأمن غير المبرر، هذه وسائل لا تستخدمها إلا النظم الشمولية المستبدة.. ويعقب بيتر: - ولكن الأمن يبرر.. يقاطعه رئيس الحزب بحده قائلا: - متقاطعنيش أنا لسه مكملتش.. مفيش مبرر أيا كان يجعلك تتعدى على الصحفيين أثناء أداء عملهم، أو تعتقل شباب يعبرون عن رأيهم في عصر انت بتزعم أنه أزهى عصور الديمقراطية في مصر و تشرق ابتسامة مرحة على وجه بيتر الخمرى وهو يسأل: - بمناسبة الديمقراطية وندائكم بتحديد فترات الرئاسة بحيث لا تزيد على اثنتين، هل تطبقون هذه القاعدة في حزبكم الذى من المفترض أنه حزب ليبرالي؟ - لقد نادينا بالفعل بتحديد الفترات الرئاسية أسوة بالدول المتقدمة، ويضحك قائلا: أما بالنسبة لحزبنا فالوضع مختلف تماما و ذو طبيعة خاصة فنحن حزب لا توجد فيه رئاسة بل زعامة وأبوة ولائحة الحزب لا تنص على تحديد فترات رئاسته، فهل تريدنا أن نخالف لائحة الحزب؟ سأله بيتر باستنكار: - وهل دستور جمهورية مصر العربية ينص على تحديد فترات الرئاسة؟ فاجاب رئيس الحزب: -لا.. ولكننا نطالب بتعديل الدستور - نتمنى أن يتم ذلك وأن تعدلوا لائحة حزبكم لتتناسب مع الليبرالية التي تطالبون النظام بها. وهنا يتململ رئيس الحزب في نفاذ صبر قائلا: - أوعدك إن الموضوع ده يكون محل دراسة - هل لديكم تعليق أو جمله تودون الختام بها - نعم. أود أن أؤكد على قيم الديمقراطية وأطالب الحكومة وباقي أحزاب المعارضة بالاقتداء بحزبنا العريق وبالممارسات الديمقراطية داخله - شكرا يا فندم وانصرف بيتر وهو يضرب أخماسا فى أسداس ليدخل السكرتير الخاص لرئيس الحزب قائلا: - الأستاذ منصور خارج المكتب يا فندم وعايز يقابلك عشان يناقش قرار تعيين مصطفى السماك في الهيئة العليا للحزب - يعنى إيه يناقشني؟ - هو بيقول إن مصطفى ده يا فندم لا يتسم بطهارة اليد كما أنه ناصري قديم فكيف ينضم إلى حزب ليبرالي؟ ومنصور يحتج على .... - يحتج؟؟ افصلوه اكتب لى قرار فصله من الحزب حالا - لكن يافندم منصور من أهم الكوادر الشابة عندنا و.. رئيس الحزب: - أنا قلت افصلوه فورا وإذا طولت في الكلام عن كده هافصلك انت كمان -أمرك يا فندم ويدق جرس الهاتف ليرد رئيس الحزب الليبرالي:الو.. أهلا يا دكتور ازيك...طبعا سنحتج وسنواصل الهجوم على النظام الشمولي ده.. أنا وصلتني مستندات خطيرة من فاعل خير تفضح ممارسات الأمن يوم الاستفتاء.. آه فاعل خير مسمى نفسه عسكري الدرك..أنا لن أسكت.. إحنا أهم حاجة عندنا زى ما انت عارف هى الديموقراطية.. الديموقراطية يا عزيزي.