يرتدي رؤساء العالم وملوكه من الثياب ما يبعث على الغرابة في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أن غالبيتهم ترتدي الزي الغربي التقليدي، فإن كثيرين شذوا عن ذلك مرتدين ازياءً مستمدة من تاريخ شعوبهم وعاداتها وتقاليدها. ومن الأمور المثيرة في هذا المجال، أن الرئيس الأفغاني "حامد قرضاي" حصل على لقب "أكثر رجال العالم أناقة على هذا الكوكب" من مجموعة جوتشي العالمية،. لكن قرضاي لم يسلم من النقد الذي وجهته إليه جماعة "الناس من أجل الحيوانات" الهندية بسبب قبعته الشهيرة المصنوعة من فرو الخراف والمعروفة باسم "القركول"، حيث ذكرت الجمعية أن الطريقة التقليدية التي يصنع بها الصوف المستخدم في صنع القبعة طريقة بربرية، حيث يصنع صوف القركول عن طريق ضرب نعجة حامل حتى يتم إجهاضها، وعندما تجهض النعجة يتم إخراج الخروف الجنين الذي يكون لديه فرو ملتو قوي، ويظل فرو الخروف ملتو وقوي لأول 24 ساعة من حياته، ثم يتم نزع الفرو والخروف على قيد الحياة ليتم بعد ذلك تصنيع القبعة، بينما تموت الأم التي تجبر على الإجهاض. صالح واللباس اليمني التقليدي وإرتدى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح زي اليمن التقليدي أثناء تمثيله بلاده في قمة زعماء الدول الثماني الصناعية الكبرى التي عقدت في منتجع ( آيسلاند ) بولاية جورجيا الأميركية، وأثار زي صالح خلافًا واسعًا في أوساط النخبة السياسية اليمنية، لتتحول إلى موجة من التساؤلات وصلت إلى حد المهاترات الإعلامية في صحف المعارضة والصحافة الحكومية. ومن غريب الصدف أن رسالة وجهها عبد الملك الطيب الديبلوماسي اليمني المتقاعد والمقيم في مدينة جدة إلى صالح دعاه فيها إلى ارتداء زي شعبي، مقترحًا زيًا معينًا لرئيس الدولة هو بالضبط الزي الذي يرتديه عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب. وفي بدايات حكمه اشتهر العقيد معمر القذافي ببدلته العسكرية الفخمة وقبعته الكبيرة ونظاراته السوداء. ومن الازياء التي ارتداها القذافي، ثوب من الحرير بخطوط سوداء وبيضاء وعباءة فضفاضة من الصوف. كما ارتدى في مرات كثيرة قميصًا طبعت عليه صور زعماء أفارقة اثناء زيارته لإحدى الجامعات. وتميز القذافي ايضًا باصطحابه ناقة في بعض المرات ليشرب من حليبها، وترافقه خيمة يحب الإقامة فيها في سفراته الخارجية، ويتفنن في ألوان ملابسه التي تقترب في ألوانها من الألوان الإفريقية، ويحرص القذافي الذي لا يحب السكائر التدخين في مقر انعقاد القمة بمتابعة سحب الدخان المنبعثة من سيجارته في السماء التي يفضل النظر إليها خلال متابعته للكلمات التي يلقيها القادة العرب، وفي السنين الاخيرة صار يفضل الألبسة التي لها علاقة بالفلكلور الليبي ذات النكهة الأفريقية، والألوان المثيرة من الأخضر والبنفسجي والبرتقالي. لكنه يرتدي اليوم الزي الوطني الليبي بشكل شبه دائم. وارتدى ايضًا زيًا رسمت عليه قارة إفريقيا وخريطة العالم، وفي إحدى المرات طبع على العباءة صور زعماء أفارقة وعلى رِأسهم جمال عبد الناصر. والرئيس الفرنسي الجديد ساركوزي يفضل الى جانب البدلة الرسمية التي يظهر بها دائمًا، ارتداء بنطال جينز وسترة غير رسمية ويضع نظارات شمسية. السادات.. الرئيس الانيق واشتهر الرئيس المصري الراحل انور السادات ببدلته الانيقة ذات اللون الداكن ورباطه الانيق، وكان قريبًا الى زي عبد الناصر في بدلته ونظارته السوداء، لكنه اشتهر بشرب الغليون. كما كان السادات حساسًا جدًا اتجاه الامور التي تتعلق باناقته. وارتدى السادات بدلة عسكرية صممت فى بيت أزياء لندن أو ألمانيا خصيصًا له، كما كان يرتدي القميص الواقي للرصاص في بعض الاحيان. واعتبرت مجلة "شتيرن" السادات واحدا من عشرة زعماء يتسمون بالأناقة في العالم. وكان السادات يفضل الوقوف أمام عدسات التصوير بأناقته الكاملة وهو يدخن البايب وفي يده عصاه الشهيرة. واستعان السادات بعدد من الخبراء الاميركيين لتحسين صورته ذلك انه جاء الى الحكم بعد عبدالناصر، الذي كانت له كاريزما خاصة لدى الجمهور. ونصح الخبراء السادات بأن تظهر زوجته الى جواره وأن تحمل لقب السيدة الأولى، وأن يرتدي البدل الأنيقة، وأن يظهر في بعض الصور ومعه الكلب الخاص، ليبدو في مظهر المحب للحيوانات وأن يرتدي الازياء العسكرية في زياراته لأسلحة الجيش وإلتزم بذلك. لكن السادات ارتدى ايضًا الجلابيب والعباءات وجلس على الأرض مع الفلاحين في قريته ميت أبوالكوم، وكان السادات يرتدي وشاح القضاء الى جوار الزي العسكري ويحمل العصا الفرعونية، بل اصدر قرارًا جمهوريًا بأن يرتدي الرئيس وشاح القضاء•• وكان يرتدي ايضًا الجلاييب والعباءات فضلاً عن احدث الموضات في البدل والأحذية. الحسن الثاني... العباءة المغربية والمسجد والملك الحسن الثاني ارتدى أحدث موضات البدلات الأوروبية، ولبس الزي المغربي في رمضان، وكان يجلس على دكة خشبية ويلقي دروس وعظ، فيما عرف بالمجالس الحسنية، وزاد الملك على ذلك أنه كان يركب حصانًا عربيًا صبيحة يوم العيد ويصافحه الناس ويقبلون يديه باعتباره أميرًا للمؤمنين. وبعد احتلال العراق عين جارنر حاكمًا عسكريًا للعراق، لكنه اثار حفيظة البيت الابيض بمظهره العفوي غير الرسمي واصراره على عدم ارتداء الجاكيت او رباط العنق، على عكس بريمر الدبلوماسي الانيق الذي كان يرتدي كل يوم بدلة جديدة وقميصًا ابيض جديدًا. وتعددت اربطة العنق التي ارتدالها طيلة خدمته في العراق. عبد الناصر.. نظارات سود وبدلة ومنذ قيام ثورة تموز/يوليو 1952 ظلّ الرئيس جمال عبد الناصر يرتدي الزى العسكري المعروف وقتها لضباط الجيش، وهو زى كان يستمد خطوطه من الزي العسكري البريطاني الكاكي والحذاء البني، وظل عبد الناصر لسنوات مفضلاً الظهور بهذا الزى حتى في المناسبات الرسمية. ثم تحول بعدها إلى الزي المدني، وأصبحت بدلاته وربطات العنق التي يرتديها زيًا يقلده الكثير من العرب. وكان ناصر يرتدي البدلة الكاملة وتحتها (الكرافتة ) الطويل ذات الربطة الصغيرة، وفي أحيان كثيرة كان يفضل "السديري" تحت البدلة، وأحيانًا أخرى كان يرتدي القميص "النص كم". أما الرئيس حسني مبارك فهو يحرص على أن يرتدي البدلة الكاملة صيفًا وشتاءً، وعليها كرافتة هادئة دائمًا، وفي بدايات عهده كان أحيانًا يرتدي البدلة الصيفية خاصة أثناء الجولات التفقدية بين المواقع المختلفة. وفي انتخابات الرئاسة 2005 ظهر مبارك في حملته الإنتخابية ب"نيو لوك" في الصور والإعلانات، حيث جاء مظهره متماشيا مع شعار الحملة "مبارك..القيادة والعبور للمستقبل"، فجاء ارتداء القميص السماوي الفاتح محاولة لان يظهر اكثر شبابية. ويرتدي فاروق حسني وزير الثقافة المصري الألوان الصارخة مثل الأبيض والأصفر والأخضر، وهو أيضا من الوزراء الذين يفضلون وضع منديل في الجاكيت يختلف لونه مع لون الجاكيت. رانيا العبد الله.. السيدة الانيقة وتعد الملكة رانيا العبد الله عقيلة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أكثر زوجات الزعماء العرب اناقة. ولديها اهمامها الخاص بالأزياء وهي أكثر السيدات أناقة في العالم. ووردت فيها الملكة "رانيا" التي كانت قد حصلت علي لقب "ملكة الأناقة للعام 2003"، بعد استفتاء خاص أجرته مجلة "هالو" الإنجليزية واستمر عاما كاملا، حيث حازت الملكة على أعلى النقاط متفوقة على الممثلة البريطانية كاترين زيتا جونز، ونيكول كيدمان، وجينيفر انيستون. وحصلت رانيا على اللقب لملابسها الأنيقة وتمتعها بذوق رفيع وراق، بغض النظر عن المناسبة التي تظهر فيها، وهو ما جعل "اليا نولامبرر" مصممة أزياء نجمات هوليوود تشير إلى أن رانيا استحقت هذا اللقب، لأنها تبدو دائما أنيقة وجميلة سواء كانت ترتدي الجينز أو الزي العربي أو الفساتين الطويلة. العقال الخليجي وارتدى امراء الخليج العقال بشكل دائم. والعقال الأسود هو المفضل لديهم الذي يُغزل ويجدل من صوف الماعز ويسمى "المرعز"، ويبدو رفيع الشكل حيث كان يُنحل على شكل طولي يطوى بعضه على بعض لتتكون دائرة أصغر في شكل استدارة الرأس، وقد يتدلى منه خيطان طويلان كما في العقال القطري. أما ( الغترة ) التي ارتداها ملوك وامراء الخليج فتشبه الشال وتُصنع الغترة من قماش أبيض هفهاف. وارتدى امراء اخرون الشماغ المصنوع من قماش سميك ومتين، وبه نقوش جميلة. واشتهر أمير البحرين السابق الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بارتداء العقال. ويعد الكويتيون والسعوديون وأبناء إمارة الشارقة في الإمارات أول من ارتدوا العقال بعد أن كان مقتصرا على الملوك. والجلباب هو الزي المفضل لدى امراء وملوك الخليج. والإماراتيون يطلقون عليه الكندورة، وهو الدشداشة عند الكويتيين الذين يفضلونها بدون ياقة، على عكس السعوديين والقطريين الذين يفضلون ارتداء الكندورة ذات الياقة، وعادة ما يرتدي الشيوخ والملوك والأمراء في الخليج "بشوتا" تختلف عن البشوت التي يرتديها المواطن العادي، و يتعين حسب البروتوكول على المواطنين الخليجيين أن يرتدوا بشوتا مختلفة عن بشت الأمير أو الملك في حالة حضورهم مناسبة عامة يحضرها الملك أو الشيخ أو الأمير، وفي العادة تبلّغ المراسم في دواوين الملوك والحكام المدعوين بنوع ولون البشت الذي يلبسه الملك أو الشيخ أو الأمير كي يرتدوا بشوتا مختلفة. و(البشوت) التي يرتديها الملوك وأعضاء الأسر الحاكمة في الخليج تختلف عن بشوت العامة حيث يوجد بها شريطان على صدر البشت في مكان القياطين أحدهما ينتهي بعروة والثاني ينتهي بأزرار، ولا يوجد قيطان؛ ويرجع ذلك إلى أن تلك البشوت كانت تخاط خصيصا للفرسان من أفراد الأسر الحاكمة في الخليج. ويصنع الأفارقة ملابس فاخرة يرتديها الرؤساء والملوك في الاحتفالات الدينية وحفلات الزفاف. كوفية عرفات واشتهر الرئيس الفلسطيني الراحل بكوفيته التي ذاعت في الافاق باسم كوفية عرفات. وصارت الكوفية المعقودة بعناية رمزية وفولكلورية معًا، هي الدليل المعنوي والسياسي الى فلسطين. واثار ارتداء إسماعيل هنية منذ عودته من رحلة الحج الكوفية والعقال ضجة كبيرة واعتبرها البعض تقليدا لياسر عرفات. لكن مقربين له يقولون إنه ارتدى الكوفية في أعقاب رحلة الحج لأنه قام بحلق شعر رأسه اثناء أدائه مناسك الحج، الى جانب انخفاض حرارة الطقس في غزة في الشتاء. ونفى هنية أن يكون اعتمار الكوفية لتقليد ياسر عرفات، وتدل الكوفية في فلسطين على هوية التنظيم الذي ينتمي إليه الشباب. فالكوفية السمراء كتلك التي كان يعتمرها عرفات تخص المنتمين لحركة فتح، ويطلق عليه الكوفية الفتحاوية. أما الكوفية الحمراء فيعتمرها المنتمون لقوى اليسار الفلسطيني، وتحديداً أنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأنصار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. صدام.. بدلة الحرب والكوبوي وارتدى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الزي العسكري ( الزيتوني ) في بداية الحرب العراقية الايرانية ولم يخلعه غير مرات قليلة. وكان قد ارتدى في السبعينات بدلات غربية انيقة لكنه في اواسط الثمانيات ارتدى ملابس غريبة الشكل والتصميم لاتمت الى الزي العربي بصلة وهي اقرب ما تكون الى ملابس الكاوبوي. كما ارتدى صدام القبعة مع الجاكيت الطويل. ولبس احدث الموضات الايطالية اضافة الى الزي البدوي، وزي العمال وغير ذلك. وكان شديد الاناقة ويختار ازياءه بنفسه، حين تستورد كلها من خارج العراق. وبكميات هائلة فيختار منها مايريد ويتلف الباقي. واستخدم صدام قناعا استرخائيا خاصا، في محاولة لتقليص التجاعيد التي تظهر على وجهه، كما كان يصبغ شعره بانتظام، ويحب ان يرتدي ملابس غريبة الطراز من تصميم مصممين مشاهير مثل بيار كاردان، لكنه عندما يصبح غاضبا للغاية، فإن ملابسه تعكس حاله المزاجية. وعرض بيت أمريكي للمزادات زيا عسكريا لصدام مع أوسمة ونياشين خاصة. كما ظهر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بلباسه العسكري بعد حرب السادس من تشرين وهو القادم من المؤسسة العسكرية. و في آخر سنوات حكمه كان يظهر باللباس المدني التقليدي كرئيس للجمهورية السورية و خاصة بعد فترة الثمانينات لكن ابنه الرئيس الحالي لسوريا بشار الاسد يلبس البدلة الغربية التقليدية مع ربطة عنق ويظهر في بعض الاحيان مع زوجته اسماء، وهي سيدة انيقة في ملابسها، ومثال ناصع لملابس المراة العربية العصرية. الحسين.. السترة الزرقاء وكان اناقة الملك الراحل الحسين بن طلال مثلا، وقد لبس البدلات المدنية والعسكرية وكان يفضل في ملابسه المدنية السترة الداكنة الزرقاء مع بنطال فاتح. كما ارتدى القمصان الشبابية ذات الالوان الفاتحة، أما الملك عبد الله الثاني ملك الأردن فقد اشتهر بارتدائه الملابس الملكية والحلل السوداء، ويفضل ايضا ارتداء قميص المنتخب الأردني لكرة القدم فهو في الغالب يحضر مباريات منتخب بلاده، وكانت أشهر المباريات التي حضرها بهذا الزي الرياضي، تلك التي هزم فيها منتخب الأردن أمام منتخب اليابان في ربع نهائي بطولة كأس الأمم الآسيوية ال13 لكرة القدم. ويرتدي زوج الملكة اليزابيت الامير فيليب غالباً التنورة الاسكوتلندية المربعة. حيث ترفق بجوارب صوفية طويلة الى الركبة وبحذاء مرتفع العنق. واخرون.... ولبس الرئيس الفرنسي"جاك شيراك" قميص منتخب بلاده والذي حمل رقم 23، إلى جانب ارتدائه كوفيه تحمل علم في بلاده، في كأس العالم 1998 التي أقيمت في فرنسا، حيث امتلأ ملعب سان دونيه بتسعين ألف متفرج تقدمهم شيراك الذي تخلى عن ملابسه الرسمية وارتدى قميص الديوك. ولايرتدي الرئيس الايراني احمدي نجاد وكذلك المسؤولين الايرانيين ربطة العنق، ومن المعروف عن نجاد أنه يكتفي بقميص بسيط مفتوح الرقبة ومن فوقه جاكت البدلة فيما يصفه بعضهم بالزي الطلابي. وإرتدى الرئيس الفنزويلي "هوجو شافيز" قميص الفريق البرازيلي، وفي الغالب يرتدي شافيز القميص الأحمر، وقليلاً الأصفر وكلاهما يكونان من دون ربطة العنق، ونادرًا ما تراه يرتدي الحلة السوداء، وحين يفعل فإن ربطة العنق تكون حمراء