كشفت وسائل إعلام بلجيكية، أن الأجهزة الأمنية أوقفت، صباح اليوم الأربعاء 8 يونيو، شخصين كانا ينسقان من أجل تهريب مجرم يقبع في سجن سلا. وقالت ذات المصادر، إن الأمن البلجيكي أوقف الشابين وهما يخططان لتهريب مجرم يدعى أشرف السكاكي، من أصول مغربية يبلغ من العمر 26 سنة، ويعد من أخطر المجرمين وتحذر منه الشرطة الدولية(انتربول)، خاصة بعد فراره سابقا من سجن بروج بهولندا.
وأكد المدعي العام البلجيكي، أن الموقوفين عثر بحوزتهما على متفجرات وأسلحة، كانت ستستعمل من أجل تنفيذ مخططهم من أجل تهريب أشرف السكاكي من سجن سلا..
يعدّ أشرف السكاكي، الملقب ب"رعب الكوميساريات" أو "المجرم الخطر" و"السكاكي، القائد".. ، واحدا من أخطر سارقي البنوك بأوروبا، إذ سبق أن نفذ رفقة محمد الجوهري المزداد سنة 1985، وعبد الحق ملول المزداد سنة 1967، أربع عمليات سرقة لبنوك بلجيكية، قبل أن يثبت مهارته في التخفي والهروب من السجون، مثل "أرسين لوبين" أو "بابيون" بطرق مثيرة ومقلقة للأمنيين الذين أسندت إليهم مهام مطاردته بأوروبا والمغرب.
وفرّ السجناء الثلاثة "أشرف السكاكي" و"محمد الجوهريّ و"عبد الحق ملول الخياري" في عملية مثيرة للغاية مدروسة ومخطط لها بذكاء شبيهة بالأفلام الهوليودية، يوم الخميس 23 يوليوز 2009، عبر طائرة مروحية حطّت في باحة سجن مدينة بروج البلجيكية بشمال بلجيكا، بعد أن سيطر متواطئون عليها وأجبروا الطيار على الهبوط في باحة السجن الداخلية وصعد السجناء الثلاثة للطائرة وفروا إلى خارج السجن.
وسيطر على الهليكوبتر شاب صغير السن يدعى الحسين الحدوشي، وهو بلجيكي من أصول مغربية، وشاركت معه فتاة بلجيكية وهي صديقة الجوهري، حيث استأجرا الطائرة على أساس القيام بجولة سياحية لكن سرعان ما هددا الطيار وأجبراه على الهبوط في باحة السجن ليقل السجناء الثلاثة تحت تهديده بالسلاح.
ومباشرة بعد ذلك بعد الخروج من دائرة السجن، اختطف السجناء الثلاثة بعد ذلك سيارة مرسيدس انتقلوا بها إلى هولندا، بعدما قرر البوليس البلجيكي تصنيف السجناء الفارين في خانة المجرمين الخطيرين متخصصين في السطو على البنوك، حيث سبق للقضاء البلجيكي أن أصدر أحكاما سجنية في حقهم تتراوح مددها مابين 7 سنوات و30 سنة من أجل تهمة السرقة باستعمال العنف بالسلاح.
وكانت ضمن المتورطين في التخطيط لعملية هروب السجناء الثلاثة، شابة بلجيكية تدعى "ليسلي ديكرس" تبلغ من العمر 24 سنة صديقة محمد الجوهري، والتي قامت باستئجار المروحية رفقة الحسين الحدوشي بدعوى رغبتهما في القيام بجولة سياحية قبل السيطرة عليها واستعمالها في تنفيذ العملية الهوليودية.
وتمكن الأمن البلجيكي من اعتقال المدعو عبد الحق ملول الخياري بمنزل شقيقه ببلجيكا بتاريخ 2 غشت 2010، فيما تمكن الآخران من عبور بلدان أوروبا والدخول إلى التراب المغربي.
وتمكن الأمن المغربي من اعتقال الفارين الاثنين اللذين دخلا المغرب عن طريق ميناء الناظور بجوازين مزورين، ثم توجها إلى مدينة بركان على بعد 80 كلم من مدينة الناظور و60 كلم من مدينة وجدة، حيث أقاما هناك في فندق مدة 24 ساعة، مع العلم أن السكاكي "ولج التراب المغربي قادما من إسبانيا على متن سيارة وباستعمال جواز سفر مزور تحت اسم آلان بلازير".
وألقي القبض على محمد الجوهري في حين فرّ السكاكي إلى منطقة جبال العروي الوعرة في اتجاه الحسمية في سيارة خاصة، غير أنه أصيب بعد أن اصطدمت سيارته بسيارة أخرى أثناء مطاردة عناصر الشرطة له، ويعتقد أن إصابته هي التي أدت إلى اعتقاله بعد مطاردة وعمليات تمشيط قامت بها مختلف مصالح الأمن بالجهة الشرقية.
واعتقلت عناصر الأمن بمدينة الحسيمة، أشرف السكاكي، يوم الأحد 9 غشت 2009، حين كان على متن سيّارة أجرة مُتوجّها منها نحو مدينة تطوان، بعد أن تم تحديد مكان تواجده بمدينة الحسيمة، قبل إلقاء القبض عليه بعد مطاردة وعمليات تمشيط قامت بها مختلف عناصر الأمن، كما تم أيضا إيقاف شخص يُدعى رشيد العيساتي كان يؤويه، إضافة إلى أربعة أشخاص آخرين كانوا قد ساعدوه على الإفلات من مطاردة الشرطة المغربية.