استمعت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وتحت تعليمات النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بتطوان لعمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الجهادية الذي خرج أخيرا بموجب عفو ملكي، وأحد أتباعه المسمى حسن عكوك الحامل للجنسية الهولندية، وذلك على خلفية ادعاء الحدوشي عبر وسائل الإعلام أنه نجا بأعجوبة من الموت المحقق يوم 24مارس الماضي حينما كادت سيارة مشبوهة أن ترتطم بالسيارة التي كان على متنها ويقودها صديق له باتجاه طنجة، وقد استمعت الشرطة القضائية للحدوشي يوم 29 مارس الماضي واستمعت لرفيقه يوم 16 أبريل الجاري. وكان مفروضا في الحدوشي أن يسجل شكاية لدى الوكيل العام للملك قبل التوجه إلى الإعلام ليدعي أنه تعرض لمحاولة اغتيال، ليظهر بعدها بمرافقين شداد غلاظ، فهل كان الغرض هو إثارة الانتباه لنفسه والتمتع بحراس شخصيين كالشخصيات المهمة؟ فعمر الحدوشي زعم أنه تعرض لمحاولة اغتيال يوم 24 مارس، وهو التاريخ الذي ستؤكد التحريات أنه لم يبارح مدينة تطوان. فيقول الحدوشي قبل أن يأتي من يفند مزاعمه إنه في يوم 24 مارس 2012، استقبل في منزله بمدينة تطوان بعض أتباعه الذين حضروا للاطمئنان على حالته الصحية، وكان من بين الحضور الحسن عكوك الذي علم برغبة هذا الشيخ الجهادي للسفر إلى مدينة طنجة قصد شراء بعض الكتب الدينية، حيث عمل في الساعة السادسة مساءً و30 دقيقة على نقله إلى هذه المدينة على متن سيارته من نوع "مرسديس 190" . وقال الحدوشي، وفق ما حصل عليه موقع تليكسبريس من معطيات، عند دخولهما إلى مدينة طنجة، على مستوى السوق الممتاز "مرجان"، بينما كانت سيارتهما تسير على الجانب الأيسر للطريق، فوجئا بوصول سيارة خفيفة لونها رمادي، مرقمة بالخارج قام سائق هذه السيارة، الذي، في محاولة لتجاوز سيارة الحسن عكوك وكذا عمر الحدوشي، من الجهة اليمنى للطريق، حاول، مرة أخرى من الجهة الموازية لهما، صدمهما. وأوضح أنه أمام هذه الوضعية، تجنّب حسن عكوك الاصطدام وحاول ملاحقة سائق السيارة السالفة الذكر، ولكن بدون جدوى حيث لاذ ذلك السائق بالفرار تجاه مدينة طنجة. وقال الحدوشي في تصريحاته للفرقة الوطنية إنه تلقّى في اليوم الموالي أي 25 مارس الماضي، حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال، مكالمة هاتفية من رفيقه الحسن عكوك الذي أخبره كون حادث الأمس هو، بلا شك، محاولة إرادية للنيل منهما وأنه كان مستهدَفا، لمحاولة مماثلة، من قِبل نفس السائق الذي كان على متن نفس السيارة على مستوى الملحقة الإدارية الرابعة بحي "توبقال" بتطوان. أما حسن عكوك فقد قال إنه بمناسبة زيارة قام بها في ظهيرة يوم 24 مارس بعد "صلاة الظهر" إلى منزل عمر الحدوشي، قام بتوصيل هذا الأخير حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال و30 دقيقة إلى مدينة طنجة على متن سيارته من نوع "مرسديس 190" من أجل اقتناء بعض الكتب الدينية. ونرى التناقض واضحا بين التصريحين حيث تحولت السادسة والنصف إلى الرابعة ونصف. وقال حسن عكوك إنه بوصولهما إلى مدينة طنجة، على مستوى السوق الممتاز "مرجان"، بينما كانت سيارتهما تسير على الجانب الأيسر للطريق، فوجئا بوصول سيارة خفيفة لونها رمادي، من نوع "ڤولسڤاكن گولف 4"، مرقمة بالمغرب يجهل عدد ركابها. وقد حاول سائق السيارة تجاوز السيارة التي تقلّهما من الجهة اليمنى، فصدمهما. و أكد حسن عكوك أنه في اليوم الموالي ما بين الساعة الحادية عشر والحادية عشر والنصف، حينما كان متجها نحو المضيق على مستوى المدارة المسماة "ماندي"، فوجئ بسائق السيارة المذكورة سابقا وهو يحاول الاصطدام به من الجهة اليسرى قبل أن يتوقف على بعد 150 مترا. و أكد أنه نسي، سهوا، أخْذ رقم تسجيل السيارة المعنية بالأمر، نظرا لكونه كان متعجّلا وأنه كان يستعد للسفر إلى هولاندا. ومما أثار استغراب المحققين ألا يتذكر عكوك رقم سيارة حاولت صدمه مرتين. وبعد القيام بجولة في مارتيل، توجه الحسن عكوك إلى منزله حوالي منتصف النهار، قبل أن يقوم بزيارة عمر الحدوشي بمنزله. بهذه المناسبة، أبلغَ لهذا الأخير ملابسات هذا الحادث. - عند نهاية هذا الاتصال، غادر الحسن عكوك المغرب في الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال عبر مطار "ابن بطوطة" بطنجة، في اتجاه هولندا عبر بروكسيل.
وهنا يتناقض حسن عكوك مع تصريحات الحدوشي الذي قال إنه أخبره عبر الهاتف. أما من يعرف عمر الحدوشي فقد قال ما ينافي كل تصريحاته، حيث أنه سافر يوم 13 مارس إلى طنجة وليس يوم 24 منه، وأن الويم الذي ادعى فيه أنه نجا من الموت بأعجوبة فقد تواترت الشهادات على أنه أدى صلاتي المغرب والعشاء بمسجد "بوصفو" بتطوان. وقبل التاريخ الذي زعم فيه الحدوشي أنه تعرض لمحاولة اغتيال روج بين أتباعه أن سيارات حاولت لمرتين صدمه، طالبا منهم عدم الكشف عن أي شيء، وذلك يوم 23 مارس الفارط ولم يسافر إلى طنجة إلا يوم 25 مارس رفقة رفيقه سعيد الغورضو، الذي قام بنقله على متن سيارته من نوع "مرسديس" مرقّمة بإسبانيا تحت عدد: 2127-HGH. وهذه مجموعة تناقضات تفيد أن مزاعم الحدوشي بتعرضه لمحاولة اغتيال ماهي إلا نوع من البطولة الفارغة بعد أن وجد نفسه خارج أسوار السجن بدون شغل ولا مشغلة ووجد الجهاديين موزعون على مرجعيات كثيرة وأن عناصر السلفية الجهادية مشتتون بين مذاهب شتى.